سيارة وفتاة

كان والده فخورا به.. فقيادته تذكره به وقت شبابه .. عيونه المتألقة تكشف عن سروره بهذا الغلام العبقري ..

يشاهده كيف يخترق السيارات بلباقة وتؤده؟!

 قالها له بشيء من الافتخار : تستحق " الرخصة " بجدارة يا عبد الحميد..

ابهره ببعض المراوغات الذكية، رغم قله من يعجبه، أعقب والده مصفقاً :

" فن وذوق وأخلاق " تنطبق عليك، فارسٌ مثالي بمعنى الكلمة..

وفي تخرجه من الثانوية العامة.. كانت هديته صندوق صغير..

 بدأ الغضب يغزوه وهو يتذكر حديث والده، ووعوده له بشراء سيارة جديدة خاصة به ..

لم يتمالك نفسه حينما شاهد "المفتاح" داخل العلبة احتضن والده :

" أين السيارة ؟ أين السيارة ؟ "، وهو في غمرة انتشاء عارم ..

انطلق لمشاهدتها بعد أن أشار له أنها في الخارج ..

غاب عن عينيه، وكان يتمنى أن يكون بجانبه في تلك اللحظة ..

تأخر عبد الحميد في العودة .. رجع والبكاء في عينيه كالسحاب ..

-          ماذا حدث ؟

-         السيارة ..

-         ماذا بها ؟!

**

أمتطت سيارتها .. بعد مكالمة متحدية كل الأعراف ..

لم تكتمل فرحتها ..

هبطت مترجلة :

من أعطاك المفتاح ؟!

**