توقيع طفولة

قل للطفولة.. أن تبكي عليك دما..
ما دام أوغاد يدوسون الأزاهير
هل بان في الزهر شوكٌ كان بغيتهم ؟!
أم مغنم القوم أزهاق الشحارير ؟!
يا حسرة خرجت من قلب صالية
فالأم ولهى وما في عينها نور
كان اليتيم عباباً في سفينتها
ما حال عطشى بعد فقد الأغادير ؟!
***
الزهر في دوحة الأطفال ألحان أغنية
كم رددت أنغامها أطفالاً عصافيرا
قل للطفولة..
أن تستاف أمنية.. تبتاع ألوية..
ومن نشيج الأمومة لوعة حرا
هنا نقيم على فقدان ناعسها..
بين الوريد وشرق القلب مأتماً جمرا
فالعين تبكي وهذا الدم مخزنها
والجفن يعصر أحداقه حسرة
يا جرحها المكلوم.. يا صبر خاطرها..
أما روتك ليال ٍ كنت مسرورا ؟!
تهدهد الأحلام.. والرمش في وسنن
كنت الأماني وبات القلب مفطورا
هذي الطفولة مصباحُ سارية
قد غالها الأوباش وأطفؤوا النورا
في الطفل شمعتها.. باتت بدمعتها
تأن أنين القدر.. وتنزع شعر الصبر
والغيض في فقده مازال مسجورا
قد كان بغيتها.. مد غاب مشرقها
وهذا لفيح الحزن مانفك مخمورا
***
يا أم هذا زفاف طال موعده ..
فالحور ترقبني.. والناي يعزفوني
ولي بكل جراحة ياقوتة حمرا
لا تجزعي يا أم.. لا تجزعي..
فالنهر يشربني.. والخمر يسرقني
إني أمير هنا وطاعتي أمرا
لا تحزني أمي.. فجرحي طاب
وكلمي استطاب أنا في جنة خضرا
أنا أوقع في مقصورتي شهادة أخرى
***