أنقذونا يا جمعية الفلك !!

 

لازلنا في زماننا الحاضر نعاني من عقول متصلدة ومتحجرة، رغم الألفية ورغم التطور الذي يشهده العالم الفسيح، ولكن العلم الحديث أخذ بإسقاط المفلسين والمدعين بأنهم أولى العلم والنهى، ومن يصطدم بشمس الحقيقة فإنه لا محالة سيبقى عارياً من المصداقية ويطويه الزمن، وأن ادعى لنفسه الأعلمية والأرجحية العرجاء !!

فالحقيقة لا تخرس وإن تعب أصحابها عن الدفاع، الحقيقة تنطق بلسان طلق ذلق، لا يعرف الكلل ولا الملل، فإن استعمل البعض منطق القوة في الإقناع بدلأ من قوة المنطق، سينكشف اللثام عن حقيقتهم يوماً ويبدو للناس العوار.

بالأمس كنا نضحك من فكرة بلهاء تقول بعدم كروية الأرض وأنها ثابتة لا تتحرك، مستندة إلى برهان عقلي حصيف وقاطع هو: (لو أن الأرض تتحرك لكان يجب أن يبقى الإنسان على مكانه لا يمكنه الوصول إلى حيث يريد…)!!، حتى أصبحت الحقائق الفلكية القطعية من الأقوال الشنيعة المنكرة التي تصل بالمسلم للكفر والضلال – والعياذ بالله – بل ويجب أن يستتاب صاحبها فإن تاب وإلا قتل كافرأ مرتداً، ويكون ماله فيئاً لبيت مال المسلمين !!

ليس حديثنا عن كروية الأرض وحركتها، ولا عن رؤية قمر لا تراه التلسكوبات الرقمية ذات الدقة الفائقة، وإن كان البعض شدد على ضرورة تطبيق "لائحة تحري الهلال" منتقداً " هل من المعقول أن ترى العين المجردة ما لا تراه المراصد الفلكية الدقيقة ؟! "، نقول: من يدري قد يكون ذلك ممكناً، في زمن تمتلك فيه العيون الآدمية مالا تمتلكه دقة العدسات التلسكوبية !!

حديثنا ليس حول هذه المهاترات، بل حول أن البيوت تؤتي من أبوابها، ولكل مجال هو مختص فيه، فأهل الشرع يصدرون الفتوى ولأهل العلم والخبرة أن يشخصون المواضيع، ومن لا يقتنع بالحقيقة فعليه بنطح الجدار ففي ذلك سعة لعقله المتكلس !

سطورنا طرحت من أجل شيء آخر، يندرج في ذات الإطار تقريباً وهو أن البعض من المصلين يصلون في اتجاه مخالف لاتجاه القبلة – نعم قد يكون ذلك بحسن نية – ولكن من العجيب أن تجد فريق يصلي باتجاه وفريق آخر يصلي باتجاه منحرف عنه، فاتجاه القبلة واحد، ونحن نعيش في زمن التكنولوجيا والأقمار الصناعية والبرامج الدقيقة والمراصد العلمية الحديثة، أليس من الواجب أن نحل النزاع؟! فإنه لا يزال البعض لا يعرف الاتجاه الدقيق للقبلة في كثير من مساجدنا مع الأسف، لذا نهيب بالإخوان النشطاء في جمعيات الفلك، أن يتبنوا هذه الخدمة الجليلة وهي : تحديد الاتجاهات الصحيحة للقبلة كما هو الحال في أغلب الفنادق وغيرها، بوضع ملصقات وخطوط توضح الاتجاه الصحيح والسليم للقبلة، خصوصاً في المساجد والمصليات التي يقع حولها الخلاف، ، فعسى أن تصل قلوبنا بعدها إلى كلمة سواء في لم الشمل وتوحيد الصف بدلاً من الفرقة والشتات !

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
محمد علي
10 / 9 / 2011م - 12:24 م
لكْنةٌ مُتعجرفة ...

و ماترمي به الآخرين تعيشهُ بكل

ما يعني .. مابقي أحد إلا وأصبح كاتباً

ما أكثر الكتّاب في القطيف ... أتصور أنها

تفوق القاهرة و بيروت ...