انسى انتماءكْ

 

أنسى انتماءكَ.. يا فتى..

أنسى انتماءكْ.

فالعابرون على خيالكَ يسرقون الملح من كفنٍ صغيرْ.

ويداكَ تعبى مثل هذي الأرضِ في وطنٍ أسيرْ

امسك يمينكَ، لا تقلْ شيئاً يسافر خلف ظلّ الريحْ.

وأنسى انتماءكَ...،

ربّما غيّرتَ من وجع القصيدة بعض أسرارِ الغيابْ

أو ربّما أخطأتَ في نومٍ عميقْ

لا فرق بين جنازةٍ ماتت بجوعٍ أو سلامْ.

قلْ ما يقال عن الرياحِ، أو الصباحِ، أو المساءْ.

سبّحْ بحمد اللاتِ والعزّى، فهذا الكأس مملوءٌ بأنات الجياعِ
ولا تكنْ ريحاً يسير خيالها كالعقل في جسد الضحيّهْ.

بعضاً من الكَلِمِ القليلِ
ولا تكنْ أحداً على كفيه تنتصب القيامهْ.

وانسى انتماءكَ مرّةً أخرى وأخرى...،
أيّها العربيّ هذا النخل يحكي وجه جدّكَ في الحقولْ.

فاغرسْ يمينك في الشذا عبقا.

وأرسمْ على وجه الطفولة زهرتينْ.

قلْ هذي أرضي.. خذوا من زهرتي وطنا.

ثمّ أرحلوا..

ثمّ أرحلوا.