رسالة المعلم من أسمى وأشرف الرسالات

بمناسبة يوم المعلم نقول

أن الشعوب لا تنهض إلا بالعلم والمعرفة وسيلةً لصنع المجتمع المتطور القوي الناهض صناعياً، والقادر على حماية إنجازاته ومكتسباته، ومصالحه الحيوية .

ففي يوم المعلم الذي يصادفنا في هذه الايام لا نريد أن نكيل المديح لك أيها المعلم، ولكننا نريد أن نبرز دورك في صنع الأجيال ، وبنائها بناءً نفسياً وعلمياً وفكرياً سليماً، بحيث تتمكن هذه الأجيال من الارتقاء بأمتها، وبواقها إلى المستوى اللائق، وبحيث تتمكن هذه الأجيال من بناء الوطن والمجتمع .في هذا اليوم لن نشكر المعلم" فقط نذكره أننا جميعا من صنع يديه ونقدم له كل الشكر والتقدير والاحترام وهذه رسالتنا لهذا الرسول الأمين على رسالته ومهنته.

أخي المعلم،نحن ندرك تمام الإدراك،وبما لا يدع مجالا للشك أن  ضميرك اليقظ ،وإيمانك الصادق بعظم رسالتك، هما مصدر الإلهام لمعرفة كل متطلبات المهنة التي شرفك الله بها وهي أمانة ورسالة سامية ، وهي مهنة ليست بالسهلة اذا تقف عليها اجيال تنتظر منها الأمة إن تكون أجيالا تتربى على القيم والمبادئ الإسلامية والأخلاق الحميدة.,واجبنا الوقوف مع هذه الرسالة وهذه المهنة السامية، و رأينا أن ندعم ذلك ببيان شامل عن هذه المهنة،و يتضمن مقالنا بعض المحظورات والواجبات التي تتصل بالوظيفة وطبيعة العمل.

إن رسالة المعلم من أسمى وأشرف الرسالات، وأمانة من أعظم وأثقل الأمانات، لأن المعلم يتعامل مع النفس البشرية التي لا يعلم إلا الله بعد أعماقها واتساع آفاقها، فالمعلم يحمل رسالة سامية يعد فيها جيلاً صالحاً مسلحاً بالعلم والمعرفة.

لم تعد رسالة المعلم مقصورة على التعليم، بل تعداها إلى دائرة التربية، فالمعلم مرب أولاً, وقبل كل شيء، والتعليم جزء من العملية التربوية. ويتأكد هذا الدور في ظل هذه المتغيرات الزمنية و العديدة وفي ظل تقنية المعلومات المتنوعة التي نشهدها هذه الأيام. مما يفرض على المعلم أن يواكب عصره فكما أن له حقوق عليه أيضاً واجبات. الإخلاص في العمل والولاء للمهنة والالتزام بها والاهتمام بنمو طلابه من جميع النواحي المختلفة. وغرس القيم والاتجاهات السليمة من خلال التعليم.فهو القدوة الحسنة لطلابه في تصرفاته وسلوكه وانتمائه وإخلاصه و توجيه الطلاب وإرشادهم وتقديم النصح لهم باستمرار.

التعليم رسالة وليس مجرد مهنة" يعي المعلم دوره ويتحرك بدافع ذاتي داخلي مدركاً لرسالته ويسعى لتحقيقها.

 المعلم المؤمن برسالته يتفاعل مع قضايا الناس والمجتمع ويتعايش معهم ومع معاناتهم ولا يغفل عنها عند القيام بواجبه الوظيفي، إنه المعلم الذي يستطيع دمج فنه وتدريسه بهذه المعاناة وتوجيه طلابه إلى الاهتمام بها والتفاعل معها.
المعلم المؤمن برسالته لا يربط بين جهده وعطائه وبين ما يحصل عليه من مردود مادي ومعنوي، بل السير نحو تحقيق هدفه الرسالي وتسخير كل طاقاته وإمكاناته لذلك.

على المعلم أن يتابع نموه الأكاديمي جنباً إلى جنب مع النمو المهني حتى يتابع كل جديد ويكون مرجعاً لطلابه وزملائه مع الاهتمام بالتخصصات الأخرى خاصة ذات العلاقة بموضوع تخصصه حتى يقدم لطلابه نسيجاً متناسقاً وكاملاً من المعلومات.

ايها المربي الفاضل إن الوصول إلى قلوب الطلاب أمر جد يسير، والطريق إلى محبتهم لك أو محبتك إليهم قريب، ذلك أن المعلم الذي يحترم عمله يدخل غرفة الصف وهو منظم لخطواته، ومدرك لما يريد أن يشرحه، لا يجد عسراً في التعامل مع طلابه والتفاعل معهم،  فإذا أضاف إلى ذلك حباً واحتراماً لطلابه، وأشعرهم انه صديق لهم وانه يغتنم فرصة الدروس ليجعل منها لقاءات ودية مع أصدقاء يحبهم ويحبونه.

 رسالة المعلم تعتبر لبنة هامة في المنظومة التعليمية، تناط به مسئوليات جمة حتمها عليه تنامي هيكلية التعليم واتساع نطاقه من طرق تدريس ووسائل متنوعة ناتجة عن ثورة المعلومات، والانفجار المعرفي الهائل الذي يمخر المعلم أمواجه بهدف إيصال الطالب لمواكبة عصره.لهذا لم لم أتأخر عن الكتابة عن المعلم في يومه العالمي، لعزوف عن تكريم المعلم والمعلّمة ولكن لأنني أرى أن  تكريم المعلم يجب أن يكون أساساً في تربيتنا لأبنائنا طوال العمر.

عزيزي المعلم : سوف تبقي ركن أساسي في عملية التخطيط والتنمية ، فان أرادوا ترسيخ دعائم الأمن ، فأنت رجل الأمن الأول . وأن أرادوا إصلاحاً اقتصاديا ، فعلى يدك يتجدد النجاح أو الفشل، وإن كان من الأولويات التنمية الدينية والخلقية فأنت المربي لا من خلال الوعظ بل القدوة الصالحة.

فمن اجل المعلم نقف تقديراً واحتراماً لكل معلم أدرك رسالته وقام بها على أعلى مستوى ،فتحية إكبار وإجلال ووفاء لكي نردد مع أمير الشعراء لنقول:  قم للمعلم وفه التبجيل ..... كاد المعلم أن يكون رسولا.

علي حسن آل ثاني كاتب في الشبكات المواقع والصحف المحلية والخليجية