مخملية وصرامة مفقودة !!

 

 

(" الواو" لا يفسح مجالا للقانون..) عبارة ولدت في داخلي.. حينما قرأت مقالا يتحدث عن المساواة وتطبيق القانون في ديار الحرمين الشريفين، القضية لا تقع ضمن تنصيص " أنا والحاكم" أحدنا يفترش حصى الثرى لينام عليه والآخر لا يستطيع النوم في وثائر الثريا !!.

القانون في بلادي لفيتامين العلاقات و" الواسطة "، (كم تدفع؟!) أحياناً لا تجدي نفعاً، ولكن مرسوما ملكياً أو مكالمة صغيرة لها مفعول السحر، فقد لا يلبث مروج المخدرات والخمور دقائق في زنزانة.. بينما يقبع من لا يمتلك الرشاوى و زر" الواو" دهورا وسنينا.. بل ينسى مع الناسين فيمن قد نسي.. وقد لا يذكر اسمه لانشغال الناس بحياتهم وملذاتهم !!
الله أعلم كم في السجون من عبرات حرى.. ودموع لا يعلمها إلا هو ؟!

وفي المقابل .. ترى الكثير من العيون الوالهة التي ترتقب أفراجاً عن ذويها.. ولا سيما أولئك المظلومين الذين يشهد الجميع لهم بتألق مستواهم السلوكي والأخلاقي.. إلا أنه وقع في الأسر.. لظنون أو تهم أو أريد لهم البقاء فيها.. وختمت الأفواه بالشمع الأحمر.. المعادلة اليوم.. ليست للسجان كما يظن وإن أمتلك مفاتيح وأقفال القضبان.. فثمة للغيب مفاتيح لا يعلمها إلا الله .. فإن كان أحدهم يغتبط لتاج أو بعض نجمات قلائل وضعت بيد بشر كنيشان على كتف، فإن لله نجوم في السماء لا يحصيها غير الخالق المصور ..

لم يكن المعتقل الصادق أسيراً خلف جدران وضع فيها ظلماً وقهراً، بل هو في القلوب يعيش ويموت أحياء طلقاء، القيود لا تكبل الأحرار، وإن أرغم القيد في المعصم، الحرية أنشودة نتغناها، ويتغناها كل شريف بطل، فلنكن أحراراً في دنيانا التي لا تساوي عفطة، ولعل ورقة في فم جرادة أكثر غنى من دنيا زائلة..

البعض يطمع في جلب الشعير، رغم امتلاكه الكثير من الأموال الطائلة، إنه الجشع الذي تربع في عقول عنكبوتية واهنة، وإن ذُهبت الملابس وطليت باللون الملكي، فإنها لا تمتلك شيئاً، فالملك في القناعة، ومن لا يمتلكها لا يمتلك من الحطام شيئاً !!

فرب أسير هو أغنى من ألف أمير، ورب فقير هو أكرم من ألف وزير، الماكنة الإعلامية التي تقلب الحقائق وتقلب الباطل حقا.. والحق ضلالاً وباطلاً وإن كانت بحجم البحر في عددها ومددها، إلا أنها زبد يذهب جفاءً ويبقى ما ينفع الناس، لا قيمة لتلك الأبواق ما دامت بجنب الشيطان تآزره وتشاركه بطره ونشوته وإن كان النصيب ملأ الأرض ذهباً، وعلى النقيض نقول : رب كلمة صادقة قصيرة العدد بسيطة المدد خرجت من قلب صادق تبقى بحجم الدهر!!

البعض ممن يتملقون للسلطات يكرسون في نفس الطاغية ثقافة " أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى "، أو يقول له بالحرف الواحد : " فاحكم فأنت الواحد القهار" !!

غابت عن حكوماتنا ثقافة سلمان الفارسي (رضي الله عنه) الذي يقول للخليفة بكل جرأة : " لو وجدنا فيك اعوجاجاً لقومناك بحد سيوفنا "، لكن العسس والمرتزقة والمتمصلحون يفرغون على الرئيس ما ينمي فيه شهوته وخيلاءه الفاحش، فلقد غاب عنا النقد، بل تحول إلى دغدغة بلهاء نغتنم المناسبات لسكبها في فناجين تسحق كرامتنا بأمره وهو يرتشفها !!