الإمام علي بن الحسين (السجاد)

 

 

السلام على سيد الساجدين وزين العابدين وامام الذاكرين واصبر الصابرين والذي بتلي بلاء حسنا بعد استشهاد ابيه الحسين عليهم السلام  و هو رابع الأئمة الأطهار وأحد من اوصلو واكملو رسالة النبي محمد   بعد استشهاد ابيه الحسين

وهو من بلغ في زهده وتقواه وصبره على البلاء مالم يبلغه احد.فهو صاحب تلك التحفة النادرة في تراث ال محمد   وهو الذي وضع رسالة جده في روحه وكيانه ورغم مرضه الشديد الا انه اثرى لنا غذاء روحياً نستمد منه في جميع امور حياتنا فقد دافع عن نساء النبي وفضح اعتى ازلام بني امية في زمانه واكبر طغاتهم بخطبه وتحدية رغم ما يعانيه و يقاسية من الآم كثيره منها قتل ابيه وسبي نسائه واطفاله إضافة الى مرضه سلام الله عليه.

ولكن كان صلب الايمان قوي البائس حافظ على نساء الرسالة بجانب عمته زينب   لقد تناول الكثيرون من اصحاب السير والعلماء والكتاب المنصفين من كل المذاهب الآسلامية شخصية الآمام علي بن الحسين   العرفانية الروحية العظيمة.

وأنا لن أضيف شيئا وأنا الفقير بعلمي وثقافتي ومطالعاتي عما كتبه أولئك الكتاب المبدعين و العمالقة المنصفين الأفذاذ الذين قاوموا الانحراف ودعوات الحاقدين من النواصب أعداء آل محمد  الذين ماتقر لهم عين الا ان يخفو تاريخ آل محمد فبعد هدم القبور يحاول ان يخفوا كل المناقب والصفات الطيبة لآل المصطفى ،عن عيون الخلق وينسبونها ألى غيرهم نتيجة عمى البصر والبصيرة الذي أصيبوا به على مر الزمن وهاهم اليوم في أشد حالات حقدهم ولؤمهم وانحرافهم وسقوطهم المحتوم إنشاء الله وخاصة بعد ان اخذ التشيع ينتشر في جميع انحاء العالم.

وما دعاواهم الظالمة و التكفيرية الحاقدة اللئيمة ألا جزء من حربهم المستمرة على آل البيت   ومحبيهم ومواليهم بحجج تافهة لاتستند على مبدأ ولا تثبت على دليل .

ولو حاولت بقلمي المتواضع سرد علم هذه الشخصية العظيمة وتراث هذا الامام الذي تركه لنا فهو قطرة من البحر الأيماني المتدفق لهذا الأمام   وسوف اجد نفسي مقصرا جداً . أن سرد سيرة هذ الامام وما لقاه في عهد ظلم بني أمية بعد استشهاد الحسين   هو فتح صفحة مشرقة وعظيمة من صفحات التأريخ الأسلامي فهو الذي حمل أمانة نشر أبعاد الثورة الحسينية الخالدة التي شهدها بكل أبعادها المأساوية من قتل والده وسبي النساء وهو الذي رأى بأم عينيه كيف ذبح سبط رسول الله وسيد شباب أهل الجنة  ووضع رأسه ورؤوس عترة المصطفى  على الرماح تنقلهم من بلد ألى بلد على أيدي أعتى وأرجس وأرذل أهل الأرض من مرتزقة يزيد بن معاوية لعنه الله و أمثال عمر بن سعد وعبيد الله بن زياد وشمر بن ذي الجوشن وجميع حثالة مجتمع دلك العصر وغيرهم الذين سودوا وجه التأريخ بأفعالهم الشنيعة وجرائمهم المنكرة بحق خيرة أهل الأرض بعد رسول الله   آن ذاك.

الأمام زين العابدين   بما منحه الله من علم أيماني هائل وقوة فكرية متدفقة أن ينقل وثيقة الأدانة الجرمية الكبرى التي تدين يزيد وأتباعه بحق حفيد الرسول الأعظم  وأهل بيته وذريته. وهو ذلك الخطاب الخالد الذي ألقاه في قصر يزيد والذي به عر يزيد وفضحه بين الملأ وكشف الغشاوة عن قلوباً كانت مريضه ومخدوعة بآل امية وحكمهم الجائر المزيف بالمادة فقد خدعتهم وضللتهم الدعاية الأموية بما تمتلكه من أمكانات مادية هائلة وأعوان متعسفين لا يعرفو الا بشرب الدماء وارقتها وضعف بعض الطبقات الغنية من الخوف على ثرواتهم من أن يستخف بها يزيد ويحرمهم منها بعد قتلهم

فستطاع الأمام ع في تلك الحقبة التأريخية المظلمة بظلم بني أمية وأعوانهم أن يحصر المجرم الطاغية يزيد في زاوية ضيقة لايحسد عليها وبذلك الخطاب انتصر دم الحسين  على سيف يزيد عن طريق الأمام السجاد   الذي أبقاه الله ليكون شاهدا على تلك الجريمة الكبرى التي لن تمحو بشاعتها مئات القرون.

قد عاش الأمام علي بن الحسين  بعد استشهاد أبيه الحسين الشهيد أربعا وثلاثين سنة وهي مدة أمامته وعاصر خلافة يزيد بن معاويه ومن بعده من خلفاء بني أمية لعنهم الله جميعا..

لقد برز دور الأمام علي بن الحسين  كا أعلام متنقل في عصره وفي تلك المحنة التي كانت تعيشها أمة جده وكان بدوره ينبه لتلك الأخطار والمحن التي تعصف بالأمة نتيجة الحكم الأموي الفاسد والمنتهك لكل الحرمات والقيم الاسلامية وكان لديه نشاطا فكريا وعلميا مكثفا عندما وصل مدينة جده سلام الله عليه وليس في المدينة المنورة ومكة المكرمة فحسب بل في الساحة الأسلامية برمتها آن ذاك.

فكان سلام الله عليه طيلة فترة حياته قد انشغل بالعبادة و الدعاء فقد ترك لنا ثروة اسلامية وعلمية يستطيع العالم الان ان يقتدي بها لما تحمله من رسالة اسلامية وفكرية وروحانية وثقافية وتشمل كافة حقوق الانسان.لقد عرف سلام الله عليه بروحانية الدعاء فقد بلور لنا بمكتبة روحية وعرفانية متجلية في الصحيفة الساجدية المشهورة بالدعاء والمناجات التي تزود الروح بالغذاء الروحي والمعنوي فهي للروح وللجسد لما تحتويها من عنصر يقربك الى الله بروحا عرفانية وكانك قريبا جدا من الله انها تنقلك الى عالم الروح العرفانية والى عالم رحب يشعرك بأنك في الجنة وبين يدي الخالق تخاطبة بتجلي وخشوع حتى لقبت تلك المكتبة( بزبور آل محمد)عليهم السلام.

كما لاننسى رسالة الحقوق فهي قد تركت لنا رسائل قيمة لما تحملة من ابعاد أنسانية تربطك بعلاقة مع النفس الاخرى فقد تفوقت بما جاء بها من رسائل انسانية وروحية واخلااقية فمن تمعن في قرائتها واخذ بمحتاواها و فيها من معاني سامية واخلااقية وتربوية لسعد الانسان والعالم بأسره بعدلا وحياة كريمة. ولو ان هذه الر سالة درست في جامعات العالم لنبسط العدل والمساوة بين الناس دون تميز في نسبا او عرق فهي تحمل بعدا انساني واخلااقي وثقافي وفكري وطبي وتربوي وحتى تعطي للانسان حقوقه من دون ان يظلم او يتظلم.

هذا هو امام الساجدين والذي لقب بهذا القب لكثرة عبادته وسجوده التواصله مع الله سبحانه وتعالى انني لا استطيع حصر تاريخ هذا الامام العابد الساجد الصابر والمجاهد في سبيل الله لما يحتويه تاريخه الزاهر بالعلم والتقى .فقد روى عنه ابنه الباقر   والذي كان معه في محنته وهو الذي كان يتابع سيرة ابيه حيث روى لنا     وقال ( أن أبي علي بن الحسين  ماذكر نعمة من الله عليه ألا سجد ولا قرأ آية من كتاب الله عز وجل فيها سجود ألا سجد ولا دفع الله تعالى عنه سوء يخشاه أو كيد كائد ألا سجد ولا فرغ من صلاة مفروضة ألا سجد ولا وفق لأصلاح بين أثنين ألا سجد وكان أثر السجود في جميع مواضع جسده فسمي بالسجاد.

اما في عطائه فكان سلام الله عليه رؤفا عطوفا على الفقراء والمحرومين ولايتامى فكان يخرج ليلاً في الظلام حاملا جرابة على ظهره دون ان يراه احدا فيطعم بما اتاه الله من زاد ومال الى الفقراء والمحتاجين في مدينة جده حتى بعد ان وفاه الاجل افتقده كثيرا من الفقراء والمحتاجين . فهذا هو سيد الساجدين وزين العابدين ومن سلالته انحدر نسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبه ختم حجة الله في ارضه .

اللهم صلي على علي بن الحسين   سيد العابدين الذي استخلصته لنفسك وجعلت منه أماما للهدى يهدي بالحق وطهرته من الرجس وجعلته هاديا مهديا اللهم فصل عليه أفضل ماصليت على أحد من ذرية أنبيائك حتى تبلغ به ماتقر به عينه في الدنيا والآخرة أنك عزيز حكيم بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين.

لقد توفي الأمام زين العابدين   في الخامس والعشرين من شهر محرم الحرام سنة 84 ه بعد أن دس له السم من قبل العين الوليد بن عبد الملك ودفن بالبقيع قرب قبر عمه الحسن ع وقد ناهز السابعة والخمسين وقيل التاسعة والخمسين من عمره الشريف الذي والذي اثرى بعلمة مكتبات العالم الاسلامي.

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولااد الحسين وعلى اصحاب الحسين سلام الله عليهم جميعاً.

 

علي حسن آل ثاني كاتب في الشبكات المواقع والصحف المحلية والخليجية