هل يعقل أن هذه حقيقة تحدث على ارض غنية بالنفط كالمملكة؟!

بينما كُنتُ هذا الصباح في سوق الخضار من اجل أن اشتري بعض الحاجيات لعائلتي، بعض الفاكهة والخضار، إذ أحببتُ ان اُدخل البسمة على شفاههم، أُفرِحهم بما سأحمله لهم، تجولت بين الباعة أقف عن هذا أسأله عن سعر هذه الفاكهة وتلك، وأتحدث مع البعض منهم حديث المزاح والمرح، وبينما انا كذلك بين ضحكة وبسمة وسؤال، فجأة اغتالتني لحظة حزن وألم، لحظة ذهول وضجر سبقها الفضول، رأيتُ ما لم تره عين من قبل، رأيتُ منظر أشبه ما يكون ليّ بالصعق الكهربائي، اذ لم أرى مثله إلا في أفلام الكرتون والسينما المصرية، او عبر نشرات الإخبار العالمية حينما يكون الخبر يتحدث عن الدول الفقيرة المعدمة، كانت تقف هناك عند سلة المهملات امرأتان، كانت إحداهن تقف والأخرى تعبث في السلة، نصفها بالداخل والنصف الآخر خارجة السلة، كانت كل واحدة منهما تضم إلى صدرها أشياء ملونة مختلطة ما بين الأصفر والأحمر والأخضر والبرتقالي، تمسكها بيدها بكل قوة وحرص خوفاً أن يقع من تلك الأشياء شيئا على الأرض، وما أن تخرج الأولى نصفها الذي كان بالداخل حتى تأخذ الثانية نفس الدور، اقتربت منهما في خطوات لم استطع معرفة في أي الاتجاهات كُنت أسير فالذهول أنساني حتى معرفة الاتجاهات

هل يعقل أن هذه حقيقة تحدث على ارض غنية بالنفط كالمملكة؟!

عندما اقتربت من تلك المرأتان وجدت شيئا لا استطيع وصفه بالدقة لهول ما رأيت، منظر فضيع، كان المنظر أشبه ما يكون بقطة تبحث عن بقايا طعام لتطعم به صغارها الجياع «معذرة على التشبيه» تخيلوا إن المرأتان كانتا تجمعان بقايا الفاكهة والخضار من سلة القمامة، بقايا ما يرميه الباعة مما فسد أو كان فاسدا من بضاعتهم، كانتا تجمعان الفاكهة نصفها فاسد والنصف الآخر ربما كان سليم، تجمعان الخضار الذي يرفض أن يشترها المستهلك بعد أن ذبلت وتغير لونها، كان منظرا فضيعا مؤلما، فأول سؤال تبادر إلى ذهني أن هذا حقيقة ام خيال؟

حاولت الابتعاد عن المكان قليلا ومن ثم أعود فربما كان ما رأته عين خيال، لكنه لم يكون كذلك بل حقيقة واضحة كوضوح الشمس الساطعة رغم مرارتها الموجعة، لم يكون خيال كما حاولت ان اجعله يبدو في عيني

وضعت يدي على رأسي وخاطبت ربي في سري، يا إلهي كيف يحدث ذلك في دولة غنية بالنفط والمصيبة انه على ارض كأرض القطيف تطفوا على اغلب مخازن ذلك النفط التي ما كانت المملكة غنية الا به.

ملاحظة: أتعذر إن آلمت بعض القلوب بالصورة