نساؤنا والماركات العالمية

عندما نبدأ في الخوض في موضوع الماركات العالمية التي أصبحت أكثر شيء متكرر على أفواه الناس في الوقت الراهن وكل شخص ٍ في الجيل الحالي خاصة ً النساء والواضح أن الناس قد تساووا في الشراء من هذه الماركات ولكن لن يتساووا في المستوى المادي والدخل الشهري فقد أصبح الشخص المنتمي لذوي الدخل المحدود والطبقة الفقيرة أو المُعدم مادياً إذا صح القول يشتري من نفس المحل الذي يشتري منه التاجر أو المقتدر والميسور مادياً والذي يعيش في بحبوحةٍ من الثراء والترف.

في نظري أن السبب الأول في هذا الجانب هو طاعة النساء والخضوع لرغباتهن لأنهن من يتبارزن ويتسابقن لإظهار أزيائهن الباهظة الثمن وأصبح اقتناء الماركات العالمية ظاهرة ً ملموسة في أوساط النساء وبعض الرجال أصبحوا غافلين يتبعون أهواء النساء بدون مناقشةٍ أو رفض لمطلبهن وقد يرى البعض بأنني مُتحامل نوعاً ما على النساء ولكن ليست هي الحقيقة فالنساء هم أختي وأمي وزوجتي وصرت أتضايق من بعض أسلوبهن السلبي الذي لن يدخلنا النار والسقوط في الهاويات سوى أتباع أهوائهن وكل هذا حتى لا يقال عّنا بخلاء أو مقصرين ولكن الحقيقة هي أننا تركنا موضوع البخل جانباً وصرنا نتبع الإسراف والتبذير وقد نصبح أخوانا للشياطين وعدم اعتدالنا في الصرف سوف نحاسب عليه من الله سبحانه تعالى.

إن العالم في غلاء ٍمتفاقم والناس لم تغير شيئاً من طباعها في الشراء وكأن الغلاء لم يحدث ومنها الماركات العالمية التي غزانا بها الغرب كالأفاعي الخطرة والسامة والتي مثلها كمثل أي قطعة من سوق شعبي ولكن توضع في مكان فخم يملأه الإضاءة والديكور المغري والبرّاق والصناعة لو جئنا للحقيقة فهي رديئة الصنع ولكن ذات صيتٍ عالٍ وشهرة تقصم ظهور الناس بدون فائدة بل أصبح الشغل الشاغل للناس هي الماركات، نحن نشجع الزينة والجمال والنظافة والأناقة فعلا ً مطلوبة خاصة لدى المرأة ولكن ليس بشرط الشراء من هذه الماركات التي ما هي إلا سمعة ٌ وبهاء بل أصبح نسوة هذا الزمان كالمهووسات بجنون بهذه الماركات وأصبح لتلك الماركات رواجاً ضخماً ودعاية ٌ وسمعة ٌ كبيرة وصار من الوجوب أخذها وصارت تتعزز وتكبر مبيعاتها والسبب نساؤنا.

في نظر بعض النساء أن الماركات هي وجاهة ٌ ورقي وتميّز وقد تصنع مستوى عالياً وشخصيةٍ مرموقة وذات جودةٍ عالية وقد تدوم لمدة أطوّل بعكس السلعة التي يعتقدن أنها تجارية وهي أيضا ًترضي الذوق العام ولكن الحقيقة هي أنه تقليد أعمى بأم عينه وأعذروني لو قلت بأنه جهل وهو نوعاً من الغرور والهوَس الذي يلبس الإنسان ولا يستطيع خلعة وانتزاعه واعتبره أيضاً تمسكاً بالمظاهر الزائفة والجوفاء والغير نافعة بل صار البعض منهن تتفاخر أنا لا أشتري إلا من تلك الماركة وذلك المحل والمرأة قد يقودها تفكيرها بأنها إذا لم ترتدِ تلك الماركات سوف يتقززن منها النساء وقد تصبح عالة ً على المجتمع وغير متحضرة وغير مواكبة للموضة العصرية وقد تصبح قليلة الشأن وقبيحة المنظر ومنبوذة في المجتمع المعاصر الذي يكثر فيه حُب التباهي والتفاخر حتى لو كان على حساب الغير ونحن نعرف عادة النساء هي حب التملك والسيطرة ولا يهمها المصدر أهم شيء هو تنفيذ رغباتهن حتى لو كان على حساب رب الأسرة.

بعض النسوة قد تعتقد بأنها بلبس تلك الماركات سوف تكون أكثر جاذبية وميزة وهي مجاراة للمجتمع والبيئة والمحيط الذي تعيش فيه وسوف تكون محبوبة ً وبالماركات سوف تحافظ على برستيجها وسوف تكون ذات شخصية أقوى ومرغوبة من كل الناس الذين تعيش معهم والمجتمع الذي تعيش فيه يفرض عليها ذلك ولكن الحقيقة هي واهمة، يا أختي الكريمة ليس كل ما يفعله الناس يقلد حتى لو كان خطأ فالناس جواهرٌ ومخابر وليسوا بمظاهر ويجب قبل شراء تلك الماركات النظر للحالة المادية التي يستطيع الحصول عليها كل إنسان وهل هي تسمح لنا بشراء تلك السلع أو لا وليس تقليد فقط؟

لماذا نُعتبر نحن في الدول الخليجية الأكثر إقبالا ً على هذه الماركات وقد طغت علينا بشكل قوي مع أن الغرب كما سمعت أن الفرد الطبيعي في المجتمع الغربي لا يمتلك إلا اثنين أو ثلاثة بنطلونات جينز وقميصين أو ثلاثة ونحن هنا نكدس الملابس في الخزانة ولا نبالي بسعرها؟ لماذا نحن نكون في المقدمة لكل شيء سلبي ونصبح مصيدة ً لهؤلاء الناس وأنا أقولها وبكل صراحة لن يعزز مكاسب هذه الماركات سوى فضاء جيوبنا وفقرنا؟ لماذا لم نغير طباعنا من الشراء رغم موجة الغلاء الكبيرة في الآونة الأخيرة وكأن شيئاً لم يكن؟

بعض الناس أثرياء مادياً ولكن لا يشترون من هذه الماركات وهذا ليس بدليل على بخلهم وقلة عطائهم كما يرى البعض بل لهم نظرةٍ يجب علينا احترامها ويرون بأن الماركات العالمية لا تختلف عن أي سلعة من أي سوق شعبي بل ربما تكون السلعة التي في نظر البعض قليلة المستوى هي أفضل من أي ماركة أختارها البعض من أجل المبالغة المظهرية وحب التباهي دون وعي ودراية وإدراك، لماذا صرنا نحكم على بضائع الأسواق الشعبية بأنها سريعة التلف وقليلة المستوى نحن عشنا طوال عمرنا قبل ظهور هذه الماركات وكنا نقتنيها ونحبها؟ أما الآن فلقد أصبح كل شي ماركة الساعة ماركة والمحفظة ماركة والحذاء ماركة والعباءة من قماش ماركة ومساحيق التجميل والماكياج ماركة حتى الطعام أصبح ماركة لماذا اليوم صرنا نبحث عن غالي الثمن ولا نسأل عن الجودة المهم هو باهظ السعر ويوجد مقولة وأنا بصراحة لا اجزم أنها صحيحة أم لا ولكن يقال بأن الموديلات التي نتفاخر بشرائها من الماركات العالمية في بلادنا ما هي إلا موديلاتٍ مستهلكة وقديمة في بلدها الأصلي كفرنسا وغيرها.

يجب أن نعرف أن الناس كلهم ليسوا بمستوى واحد من الناحية المادية والدخل الشهري وكل شخص يختلف عن الأخر وكل ٍ حسب مقدرته ولكن أغلبنا في دول الخليج لا يعي هذه النقطة بل نقضي اغلب أوقاتنا في الأسواق والمجمعات التجارية وهدفنا الأهم هو اقتناء تلك الماركات وإن ما نجده اليوم وبدون أي زعل أن رب الأسرة ذلك الرجل المنهك والمتعب خاصة ً صاحب الراتب المتدني ربما يقضي طوال يومه كي يجمع قوته اليومي ويعيل تلك الأسرة وقد يبتلى بزوجةٍ لا تعرف معنى الرحمة وخاصة  ًإذا كان ضعيف الشخصية ولا يريد إزعاجها وتصرف أمواله في زينتها ومنها الماركات العالمية.

لماذا أصبح الشراء من الماركات أمرٌ محسوم وليس فيه أي تراجع؟ لماذا أصبحنا أداة للاستهلاك بصورةٍ سلبية كي يقهقه علينا الغرب ضحكاً وسخرية وخسارتنا ليست مادياً فقط بل فكرية وعقلية غزت على عقولنا وترسخت خاصة ً عندما يكون الإنسان مولعاً بشيء من التوافه بشغف وبسببنا توسعت دائرتهم الإنتاجية وازدادت مبيعاتهم وكثرت رؤوس أموالهم وبعضنا على حافة الفقر وصرنا نتبع ثقافة الغرب وننفر من أصولنا وثقافتنا الإسلامية بل صرنا لا نعيرها أي اهتمام فلقد صار الرجل ألعوبة بيد المرأة هي تريد الانتقاء بل هي صاحبة الرأي السديد والذوق الرفيع والرجل هو الصراف الآلي الذي يدفع ولا يسأل لماذا؟ لقد أصبحت علينا نحن الرجال ضغوطاً وإلحاحا شديداً كي نتبع عصر الانفتاح والعولمة؟ لماذا أصبحنا أداة لمجاراة النساء في تحقيق مآربهم الغير نافعة ونساعدهم في شراء الماركات التي قد تخرب ميزانية الأسرة وتقصمها.