ألا من ناصر؟

 

ألا من ناصر ؟ إلى كل حر رفض العبودية إلا لله وحدهُ لا شريك له .
 كلمة أنطلق من أطهر حنجرة على وجه الأرض وفي أقدس بقعة وفي معركة انتصر فيها الدم على السيف والمنتصر مهزوم والمهزوم منتصر .
 ظل لسانه يلهج بها ألا من ناصر ؟
 ليتبادل إلى الذهن بأن النصرة بالسيف وبذل الأرواح في سبيل تلبية الصرخة الحسينية , ولكن الكلمة عندما تخرج من أمام معصوم فإنها تخاطب كل البشرية وكل الأجيال وفي كل العصور . وتحمل ألا من ناصر ؟
 بعد ثقافي أعمق وأشمل وأوسع من حروفها البسيطة .
والنصرة بالسيف في ساحة المعركة ثواني معدودة وتنتهي والنصرة التي أرادها الحسين باقية وخالدة إلى قيام الساعة نصرة أشد وأصعب من بدل الأرواح . تدعو إلى ترويض النفس وترجمت المبادئ الذي ضحى بها.
 ألا من ناصر ؟ عند مصرع أخيه العباس  لتكون النصرة بالمحبة والتضحية والإيثار والترابط بين الأخوة ولملمت الشمل ليسود الحب والتعاون .
 وهل نصرنا الحسين عندما ضحى بالأولاد حتى الطفل الرضيع ؟ بتربية الناشئة على محبة وسيرة أهل البيت وأخذنا بأيديهم نحو سلم المجد وغرسنا في حديقتهم الورود الفواحة .
 ونسائنا عندما تلتزم بالحجاب والعفة والحياء وتؤدي ما عليها من واجبات دينية وتخدم مجتمعها باحترام فإنها نصرت الحسين .
ألا من ناصر ؟ عند مصارع أصحابه الشهداء فهي رسالة إلى التكافل الاجتماعي .
 والترابط بين أفراد المجتمع والانصهار في خدمته وبذل الغالي والنفيس لتماسك المجتمع وتوحيد كلمته .
 ألا من ناصر ؟ عندما لبا نداء ربه وسهام القوم تتوجه نحوه وهولا يعبأ بها لم يحرف وجهه ولا نظره عن القبلة مبدأ عظيم وأساس الذين أراد أن يغرسه في أذهان البشرية وحلة يتحلى بها المسلم لتميزه عن غيره وعدم خلع الحلة حتى في أحلك الظروف بل أدائها على أفضل وجه .
 ألا من ناصر ؟ لينفض الماء من يديه الشريفتين ويهرول نحو مخيم النساء ليحمي خدورهم وتحيي الغيرة لدى الرجال على نسائهم وبناتهم كقطرة الماء التي تبعث الحياة لكل شيء والحياة التي قصدها الحسين أسمى من حياة الجسد حياة الأسرة ركيزة المجتمع وبذورها إذا طابت فاح عطر زهورها في المجتمع .
 ووقف الحسين بمفرده يتلقى السهام والهنادي ولسانه يردد ألا من ناصر ؟ وتقف الملائكة صفوفًا لبيك يا حسين لبيك يا حسين .
 أليس من حقنا أن يردد لساننا لبيك يا حسين لبيك يا حسين .

نعم عندما ننصر مبادئ الحسيـن بالفعل قبل القول في سرائرنا قبل ظواهرنا حتى نستحــق ذلك الوســام لبيـك يا حسين , ونصرنا الحسين مع الملائكة ولعقنا من رحيق الشهادة مع الشهداء والصديقين .