دكاكين الوهم الأربعة

كثيرة ومثيرة هي تلك الدكاكين التي تبيع الوهم والكذب، سواء للأفراد أو الجماعات، وهي على أتم جهوزية وكفاءة للتسويق والترويج لكل تلك الأوهام البرّاقة والأحلام الزائفة. والكتابة عن تلك الدكاكين المخادعة، تحتاج للكثير من الدراسات والمقالات المتخصصة عن بيع الوهم وصناعة الزيف، ولكنني سأحاول وبشكل مختزل ومختصر التركيز على أربعة فقط من تلك الدكاكين والحوانيت التي تبيع الوهم والسراب أو لنقل بلغة التسويق والجذب: الدكاكين الأربعة الأكثر مبيعاً والأكثر طلباً من قبل الفئات والشرائح المستهدفَة والمستغفَلة.

الدكان الأول: هو دكان البطولات والشعارات الوهمية التي تدغدغ المشاعر وتُلهب العواطف، بينما هي في حقيقتها مجرد دكاكين/ ظواهر صوتية يبح تأثيرها عند أول اختبار، بل هي واحدة من أخطر مصادر ومظاهر الوهم في فكر وقناعة الأجيال الصغيرة والبسيطة، بل وقد تجد الكثير من المتبضعين والمتسوقين الذين خذلهم العمر وغرتهم التجربة من الفئات والأعمار الكبيرة.

الدكان الثاني: وهو دكان الثراء السريع الوهمي الذي يبحث عنه المتبضعون في أسواق الوهم والخداع عبر تلك الإغراءات الجذّابة والثروات الكذّابة والتي تغصّ بها تلك الاستثمارات الوهمية والعائدات الخيالية، لدرجة أن الكثير من الشباب من الجنسين، بل وحتى من الكبار والمخضرمين الذين سقطوا ضحايا في فخ وحمى الثراء السريع بعد أن تخلوا عن وظائفهم وتجارتهم بحثاً عن تلك الثروات والاستثمارات التي روّجت وسوّقت لها تلك الدكاكين التي تبيع وهم الثراء الوهمي.

الدكان الثالث: وهو دكان التطوير الذاتي الوهمي والدورات التدريبية الزائفة التي تُطلق ذلك المارد المختبئ خلف ستار الوهم والضحك على الذقون، وليت الوهم والخداع الذي تبيعه تلك الدكاكين المشبوهة يقف عند ذلك الحد، بل يستمر السراب ويتمدد الخداع عبر آلاف الكتب والدورات والطاقات الخفية والتقارير المخادعة.

الدكان الرابع: وهو دكان الشهادات والألقاب الوهمية بدءاً من شراء ”شهادات الوهم العليا“ من تلك الجامعات الصورية ومروراً بالعضويات والمراكز الوهمية وانتهاءً - إذا كان هناك ثمة نهاية لهذا الطريق الوهمي الطويل - بالألقاب والجوائز الوهمية مثل سفير النوايا الحسنة ورائد الأخلاق والمفكر الاستثنائي والأديب الكبير والناقد الرياضي وغيرها من تلك الألقاب والمسميات الزائفة.

تلك هي قائمتي الرباعية لتلك الدكاكين التي تعرض وتبيع الوهم والسراب، فماذا عن قائمتك عزيزي القارئ؟.

كاتب مهتم بالشأن السياسي والاجتماعي والوطني