لفتة في فهم الذات

حين تسعى لتصل إلى هدفٍ معيّن، فهذا يعني أنك بدأت أولى خطوات الفهم الحقيقي لذاتك. أن تصغي لصوتك الداخلي وتلبّي احتياجك هو شكل من أشكال الوعي والنمو ليس كافيًا أن نعيش الأيام كما تأتي، بل علينا أن نصارع من أجل كل شيء يعيد لحياتنا النبض والاتزان.

لملم أوراقك، ولا تبعثرها في يد الظروف أو الآخرين كن السند الأول لنفسك، لا تنتظر من يشد على يدك، بل كن أنت اليد التي تمسك بك عند الانكسار.

قف أمام المرآة، وانظر جيدًا. تحدّث مع نفسك، نعم، لا تخجل من محاورة ذاتك. اسألها: ما الذي يؤلمك؟ ما الذي تحتاجينه؟ وابدأ رحلة المواجهة، لأن الهروب لم يكن يومًا طريقًا للنجاة.

إنّ فهم الذات لا يعني أن كل شيء سيكون واضحًا منذ البداية، بل هو سيرٌ متواصل، أشبه برحلة طويلة تتخللها محطات من التأمل، والسقوط، والمحاولة من جديد. امنح نفسك فرصة، وكن صادقًا مع قلبك.

قد لا يفهمك الآخرون بسهولة، وقد يشكّكون في قدرتك أو حتى في نواياك لا بأس، لستَ مجبرًا على شرح كل ما بداخلك، فقط كن موقناً أن طريقك واضح أمامك، ولو لم يرى بعد من الآخرين.

خصّص وقتًا لنفسك، ولو دقائق يومية، تُصغي فيها لصمتك، وتعيد فيها ترتيب داخلك، كما يرتّب العازف أوتار آلته قبل أن يبدأ العزف. لا تهمل هذا الهدوء، ففيه تنبت بذور التغيير.

وإن حاولت مرارًا، فلا تيأس أبدًا. استعد ترتيب ملفاتك، وضع خطة واضحة، وابنِ أفكارًا جديدة تساعدك في الوصول إلى الهدف المنشود وتذكّر دومًا ما دمت تسعى، فإن الله معك في كل خطوة تخطوها.

فكلّ روح تعلّمت كيف تعود إلى نفسها، حتمًا ستصل.

اخصائية اجتماعية