وقفة على ضريح البيان

إلى الراحل نحو حقيقة قلوبنا، المتكئ على المجاز، الشاعر الكبير سعيد معتوق الشبيب (أبي حمديّ) – تغمّده الله بواسع رحمته.

.
للشعرِ أنْ يَنْعَاكَ سحرُ بَيانِهْ
ويخطُّ قبرَك في ثرَى أوزَانِهْ
.
يا فارسَ الحرفِ المُبينِ! .. وظِلُّهُ
لمّا ترجَّلَ.. ظَلّ فوقَ حِصانِهْ!
.
أخلَدْتَ في اسْمِكَ أبْحُرًا .. كيفَ ادّعى
لَحْدٌ يضمُّكَ في دُجى نِسيَانِهْ؟
.
يا مَنْ تزمَّلَ بالطّفوفِ .. وصوتُهُ
أعْيَى الغيابَ، وجازَ سورَ زمانِهْ
.
للهِ أنتَ! .. قرأتُ فيكَ حكايةً
صاغَ الخُلودُ فصولَها بِبَنانِهْ
.
يا مُلبِسًا جسدَ القصيدِ نقاءَهُ
فنما عظيمَ الذِّكْرِ من تبيانِهْ
--
أسرَجتَ ذاتَكَ بالحُسينِ منارةً
تشتاقُهُ.. إنْ حانَ طَفُّ أذانِهْ
.
يا من نسجتَ العُمرَ من لُغة الهوى!
أعني اسمَهُ!.. وشرعتَ في فُرقانِهْ
.
يحدو طرمّاحُ الخَيالِ .. لنَحرِهِ
بحروفِ نَزْفِكَ، هائمًا برِهَانِهْ
.
مهلاً أبا حمديِّ! .. فالحبّ الذي 
تسقي.. لِمَ استعجلتَ قطْفَ أوَانِهْ؟
--
.
يا مُودِعِي رُوحِ البلاغةِ .. قبرَهُ
اُحثُوا مَجازَكُمُ على جُثْمانِهْ
 .
هل لفَّتِ الأكفانُ قامتَهُ تُرى
أم ذاك طُولُ الشِّعرِ في أكفانِهْ؟
.
عجبًا أيَقْوَى النّعشُ يحملُ فوقَهُ
-ما ألهَمَ الشعراءَ- سحرَ بيانِهْ؟

شاعر