جرح السماء

جرح السماء

سكبتَ على ألف جرح صلاة
ورتلت في الوجد وِرد اليقين

وصافيتَ في الله كل ابتلاء
يجيء عليك بمر السنين

وكاتبتَ في الصبر مأوى هواك
وعاهدت حزنك أن لا تلين

تمر عليك الخطوب الثِقال
وأنت كما الطود لا تستكين

فما بال جرح أتى في سجود
وأهوى بسيف الشقي الظنين

وأجرى من الهام هام الشموخ
دماءً بها سرُ غيبٍ مكين

عليك استحال الفضاء اسوداد
وناداك روح الاله الأمين

وأدخل في كل دارٍ رماد
وجيباً يطوف على العالمين

هنالك قلب بجنح الظلام
فرفقاً بقلبٍ شجيٍ حزين

قضى العمر لا أم تروي الهيام
يتيماً بك اعتاد يروي الحنين

هنالك زينب حين النداء
أتتها الفجائع تترا بحين

فهل مر سيف وشق السماء
وضج عليك الفضاء الرصين

وصب عزاه يهز الوجود
نحيباً ولاذ بكهف الانين

وهل كف زينب تأتي السماء
تشد على الجرح شداً متين؟!

تضمد شقاً بحجم الوجود
وتمسح نزف لأبهى جبين؟!

ستبكي لفقد اليتامى رباك
ففقدك مرٌّ على الفاقدين

عرفتك لليتم خبز السماء
تقسم يحنو على الجائعين

وكفك ثوب وتكسو العراة
وتمسح ذلاً عرى المدقعين

ملكت وثوبك ضم الرقاع
فما الملك ملك إلى الزاهدين

وما نعل رجلك عند الخصاف
بأدنى من الملك في المالكين

وما الشّهد إلا لثغر الجياع
ويكفيك للعيش قرص اليقين

لذاك اليتامى وحين احتواك
من السيف سقمٌ يمس الوتين

أتت دون بابك تبكي حماك
وناحت بقربك نوحاً حزين

وجئت أنا في اليتامى هناك
توسدت حزني باب الانين

وألقيت روحي لدمع اشتياق
وأرسلت نوحي مع النائحين

بكيت اشتياقي لمأوى رضاك
وناجيت فيك اشتعال الحنين

ولكن جرحاً بحجم السماء
وسيف له السمُ يسقى سنين

بك اغتال منا ضياء الوجود
وحل على الكون ظلم مبين