على شُطآن الدموع

من على أرض قلبك الخضراء وجداول روحك الطاهرة تسيل كلماتك وتراتيل حبك فأتساءل هل هي تجري نحوي انتظر انسيابها بكل شوق انظر إليها بمزيد من الوله، انظر إليها وخفقان قلبي في ازدياد خوفاً من أن تذهب هنا أو هناك..

تتوقفها حصيات فعل الحاقدين والمرجفين والظآنين بالحب ظن السوء فيتوقف معها نبض السلام ويغطي الخوف عليك أرجاء الفؤاد، انظر إلى قسمات جمالك وإلى خرير الماء فأرى فيهما التقارب والتباعد معاً؛ فيأخذني التقارب إلى ابتسامة تطل بي إلى تلك الذكريات الجميلة ويجرني التباعد من عنقي ليجعلني أرى مستقبل كالح في السواد والعتمة..

انتفض استرجع واستغفر، أرفع رأسي من جديد لأرى الماء قد استنقذ نفسه من بين الحصيات ليعاود جريانه من جديد فأستذكر قلبك وصورتك كيف قد عاود الحب والجمال نشاطه فيهما، أشعر بذلك لكن كلما حاولت الاقتراب لا أفوز بقربك ولربما فزت بما أذن به قلبي وشرّعته النظارات إليك، أرى كأنما يد تمتد من بعيد أو من علو شاهق أو من عمق سحيق فتأخذك مني بكل هذه الأبعاد لكي لا أراك أمامي...

التفت بكل الأتجاهات وفي كل الجهات أراك بيد جلاّد قد أمسك بك وقد شدك شداً وثيقاً حتى لا تصل أليّ..

غربت الشمس واستولى الظلام على الدنيا وأنت لست معي لازالت يدك ليست في يدي، حاولت مغادرة المكان الذي أنت فيه ولازلت في قبضة الجلاّد تنظر أليّ وأنظر إليك أومأت إليه بالرحيل علت عيني نقطة سوداء وسمعت صراخ وضجيج لحظات وسقطت في نفس المكان الذي أنت فيه وبعدها لم أرى شيئاً..

بقى الماء في خريره وجريانه بين الحصيات وأنا ممدد على الأرض وأنت تنظر إليه من بعيد.