حكاية عطاء بلا حدود

عند ما تتناغم الخيوط لتنسج حكاية العطاء حكاية أميرة من أميرات العالم المثالي أميرة صامتة في عطائها تغرس الحب وتروي شرايين القلوب دفئا وحنانا، تقود اسرابا من الحمامات البيضاء نحو عالم الضياء عالم الرحمة والانسانية، حكاية صياغتها عمق انساني، هدفت إلى خدمة المجتمع دون مقابل لوجه الله، محتواها تنوع في الطرح الإنساني الاجتماعي،

حيث تعددت المواضيع واختلفت العناوين، فصولها زاخرة بنفائس العطاء التي كتبت حروفها بكلمات من نور لتسطر اعظم جمل النقاء كروحها البيضاء ونور قلبها الذي اخفته خلف الغيمة البيضاء اللون لتبقى في ظلها تتوارى عن العيون فما كان من طائرنا إلا أن حلق نحو الفضاء وأخذ يتوسل بالغيمة وهو

متبسما ابتسامة الخجل ويطلب منها أن تسمح بمرور ولو جزءا قليلا من شعاع نور أميرة ليتسنى لنا الأبصار

والتعرف على سيرتها واصل الحكاية، ما اصل الحكاية؟ ومن أين بدأت؟ قملي يا من سخر بإلهام علوي فجرى يخط بوح حكاية من حكايات النقاء والشفافية، عندما تذوب الشخصية في الله بكل حواسها بل بكل جارحة من جوارحها فهنا يأتي التكامل الروحي الذي يصب في كل جانب من جوانب الخير لتعطي بكل تفاني واخلاص ولتقدم لمجتمعها خلاصة ذلك النقاء الذي تمثل في الأعمال التطوعية والمبادرات والعمل تحت الستار في خدر وحجاب مصون بالعفاف فتراها تستقر في بؤر العيون لتشع بريقا كبريق نور الشمس وإن اختفي خلف السحاب سحابة ماطرة أين ماحلت أحيت الأرض بفيض خيرها وعطائها من ذلك العطاء ترويت براعم صغيرة بنور الله فغرست حب الصلاة في تلك النفوس الغضة ليتولد فيها نور يمتد إلى السماء، ليعرج بأرواحها البريئة نحو الملكوت.

برجاحة عقلها وثقافتها الدينية واطلاعها الواسع صارت ملاذا للحيارى ممن تلقوا ضربات من الحياة وما أكثر تلك الضربات الموجعة التي تحتاج إلى تصرف سليم ومدبر حتى لا تتفاقم الأمور وتتعسر فكان لرحابة صدرها ونظرتها الثاقبة التي تقدر وتتفهم المحظور دورا كبيرا في حل المشاكل والأزمات، سعيا وراء رضا رب العباد، انسانة ملائكية سخرت نفسها لعالم أناني تكثر فيه الرغبات والأهواء وحب السيطرة والجنون لتبقى غيمة بيضاء في السماء ماطرة اينما حل الجفاف لتحي شرايين العطاء فتتدفق الدماء التي تجدد الحياة. فأنعشت الجانب الإنساني لتكون أميرة متربعة على كرسي التقدير والاحترام، أميرة في قلوب من عرفها فأحبها.