ابني والآيباد

يشتكي معظم الآباء والأمهات من استخدام أبناءهم الأجهزة الالكترونية مثل الجوال والأيباد والسوني وغيرها من الأجهزة العصرية فهم جيل الرقمية ويطلق عليهم مواطنون رقميون «Digital Native» فإن لغتهم ونمط تفكيرهم رقمي، ويطلق على الآباء والأمهات مواطنون مهاجرون «Digital migrants» فتعودوا على نمط حياة مختلفة عن أبناءهم، ولا يمكن إعادة الزمن للوراء ولا نستطيع إيقاف العالم فالحياة مستمرة نحو التغيير وتطور الصناعة والتكنولوجيا وتحولت أغلب الخدمات الحياتية إلى رقمية باستخدام الانترنت والتطبيقات. فهناك بعض التساؤلات المهمة:

ما الذي يحدث؟

وكيف نواكب ما يحدث؟

وهل يمكن للرقميين المهاجرين إدارة تربية المواطنين الرقميين؟

هناك بعض الخصائص المهمة في نمو الإنسان ومراحل الحياة المتعددة وهي:

1/ الخصائص النمائية للفرد تكون ثابتة مثل النمو الجسمي والتطوير وإثبات الذات وغيرها «التغيرات الفسيولوجية».

2/ الخصائص الاجتماعية الثقافية تتغير بمرور الزمن.

3/ السمات العالمية «العالم الرقمي» متغيرة باستمرار وبسرعة نحو العالم التكنولوجي.

يعلم الجميع بأن أدوات العالم الرقمي هي أربعة:

1/ محركات البحث.

2/ شبكات التواصل الاجتماعي.

3/ الألعاب الإلكترونية. 4/ التطبيقات الذكية.

فهذه المحركات الرقمية تؤثر في حياة الجيل الرقمي وتغير الخصائص الاجتماعية الثقافية والسمات العالمية وعلى الفرد نفسه والمجتمع وسنذكر بعض التغيرات:

1/ أنماط الحياة والمفاهيم: تغيرت الآن مفاهيم الحياة عند الشباب فأصبح نمط الحياة سريعة والعولمة وأصبح هناك قالب خاص للشباب على مستوى العالم «قوالب الشباب الثقافية»، الاحتكاك المباشر مع أدوات العالم أنشأ تغيراً في طريقة التفكير وعمل الدماغ وتحليل المعلومات للجيل الرقمي، على سبيل المثال فقد تغير مفهوم رجل الدين وإمام المسجد عند الشباب رغم انتمائه الديني والمذهبي، وتغير مفهوم العادات والتقاليد الاجتماعية كما كان عليها آبائنا وأمهاتنا فيعتبرونهم من التراث الجميل.

2/ تكوين الهوية والمجتمع: التواصل مع أدوات العالم الرقمي أنشأت في نفوس أبناءنا هوية جديدة ومختلفة عما كنا عليه وتقليد قدوته الرقمية باللبس والأكل والحركات والسلوك الإيجابي او السلبي وطريقة التعامل مع الآخرين والنظر للحياة بنمط عالمي. فالمواطنون المهاجرون يجتمعون بعلاقة حميمية مع الأهل والأسرة والمجتمع بالتواصل المباشر وتقارب الأبدان والأرواح، وأما المواطنون الرقميون يكتفون بقنوات التواصل الاجتماعي لتقديم الدعوات والتهاني والتبريكات والتعازي والمواساة بدون علاقة حميمية بين الأفراد.

3/ التواصل والعلاقات: لدى المواطنين الرقميين أصدقاء من شتى بقاع الأرض ومختلف الثقافات رغم اختلاف اللغة والعادات، فعلاقتهم سطحية وليست حميمية، وممكن حذف الصديق بسهولة ومصادقة أخر بسهولة عن طريق الإضافة والحذف فالاستجابة تكون سريعة، وفي قنوات التواصل الاجتماعي تبنى قدوات جديدة مختلفة عن الأب والأم في قناة اليوتيوب والإنستغرام وغيرها.

4/ التعلم والتفكير: الأطفال والشباب والكبار يتعلمون من القنوات التعليمية عبر الشبكة العنكبوتية والشاشات الذكية، ويبحثون عن الثقافة السريعة المرئية بالصورة والفيديو وتكون قراءتهم قفزية وانتقائية ولا يرجع لمصادر معينة وهذه تسمى الاستجابة السريعة للثقافة فتكون مشتتة ومفككة أحياناً، وأما الكتب الورقية فقد ضعف الإقبال عليها من قبل الشباب الرقميين، فيعيش الجيل الجديد في بحر متلاطم من المعلومات ويموت عطشاناً معرفياً.

لكي ننقذ أبناءنا لا بد أن نحصنهم ونعلمهم مهارات الإبحار في العالم الرقمي، فلا تحملوا الأخطاء التربوية على العالم الرقمي مثل العنف والتنمر، فالإهمال المفرض والحماية والخوف الزائد وسائل غير صحية في تربية أبناء العصر، إن الجيل الجديد يتعرض للعلمنة الشاملة عبر شركات رأسمالية هدفها المال والجشع تفصل القيم عن الحياة وتعزل الأفراد عن الحياة الطبيعية، فالأسرة والمدرسة والجامعة والمجتمع مسؤولون في تعلم الجيل الجديد مهارات الإبحار وتسلحهم بأدوات القوة المعرفية.

سؤال التحدي الأسبوعي: كم أربعة في 2 أس 12؟

أ» 2 أس 9

ب» 2 أس 10

ج» 2 أس 8

د» 2 أس 7

جواب سؤال التحدي للأسبوع الماضي: 96 صفحة.

دمتم بخير