أطلقوا سراح "الجصاص"

قبل خمسة أشهر احتفلت أم الطاهرة بذكرى ميلاد أبنتها (الطاهرة) وغاب عن هذا الميلاد والدهم المدون منير باقر الجصاص.

احتفلت الزوجة الصابرة التي تحتضن لها طفلين هم (الطاهرة، ومحمد علي) ولا أعلم أكان احتفال الأم والأبناء بدموع فرح بذكرى الميلاد، أم بدموع حزينة لغياب الأب دون أسباب تذكر أو مدة يرجى زوالها.

الجصاص الذي حوله سجانه قسراً إلى مناضل عندما سلب منه حريته وأبعده عن أسرته، لكن هذا السجن عجّز عن سلب كرامة هذا الجبل الشامخ.
 
مُنير الشعلة التي مازالت تضيء شامخة من داخل السجن الطائفي، كنت أتمنى أن أكتب هذه الكلمات وأنا أحتفي بخروجه، كنت أتمنى أن تطوى صفحات الاعتقال هذه وتعود النحلة لخليتها، حيث لا تمل من العمل، ولا تتوقف عن العطاء، بل تبقى تأخذ الطيب وتخرج الطيب، كنت أتمنى أن أرى تحركات جدية وحراك جدي لوقف حملة كبت الطاقات الشابة هذه وتحريرها من الاعتقال الذي طالت مدته، ولكن لاشيء بارز على السطح يُذكر.

قبل أشهر أطلق مجموعة من النشطاء السعوديين حملة تطالب الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما بإطلاق سراح مواطن سعودي أدانه القضاء الأمريكي، هذه الحملة التي شارك فيها أحد رموز القطيف وهو سماحة الشيخ حسن الصفار تعاطف وتضامن الجميع معها، بل أشدنا بمشاركة الشيخ الصفار فيها، رغم صوت الطائفية التي علا مؤخراً، ورغم تخاذل الكثير من أبناء الوطن مع قضايانا العادلة والحقة، ومحاولة التشويش عليها وتحويلها من قضايا كفلها الدستور السماوي إلى حديث طائفي وتشكيك في النوايا، ومع هذا قلنا (أطلقوا سراح حميدان) من باب الإنسانية وباب الأخوة الإسلامية.

اليوم نحن نطالب كل رموز الطائفة بإطلاق حملة إعلامية تطالب بإطلاق سراح المدون الجصاص ورفاقه النشطاء من أبناء بلدة العوامية، والذين لم يرتكبوا جريمة ولم يعتدوا بحق أحد، بل كانوا دعاة إلى العدالة، فهل المطالبة بالعدالة جُرم؟!

نحن نطالب بحملة إعلامية جادة يقودها رموزنا الدينية لوقف الاعتقالات الطائفية في القطيف والأحساء، وباقي مواطن أتباع آل البيت (عليهم السلام)، ونطالب كل أبناء الأمة الإسلامية للتضامن والمشاركة في هذه الحملة الإنسانية التي تدعوا لصيانة حرية الرأي والتعبير والكلمة، وإغلاق ملف سجناء الرأي التي تعاني منه أوطاننا العربية والإسلامية دون عودة. أطلقوا سراح منير باقر الجصاص، أطلقوا سراح محمد اللباد، أطلقوا سراح رمزي جمال، أطلقوا سراح دور العبادة في الخبر والدمام، أطلقوا سراح منابر الأحساء، أطلقوا سراح حرية الرأي والتعبير والعبادة.