الأنثى ومجتمع العمل المختلط

ريم علي الحاجي محمد

في الوقت الذي تشق فيه الأنثى الأحسائية بشكل خاص والسعودية بشكل عام  طريقها بصعوبة لكي تحصل على وظيفة تناسبها وتحقق من خلالها أهدافها وطموحاتها ، نجد الكثير ممن حاول ويحاول أن يقطع هذا الطريق بشكل نهائي دون مبرر ، كما أن فكرة عمل الأنثى ملغية لغناها عنه، حيث لا ينقصها شيئاً يضطرها للخروج إلى العمل، ولذا نرى أن هؤلاء نظرتهم لعمل المرأة نظرة قاصرة على الأمور المادية فقط وكأن لا أهداف لها غير ذلك. وآخرون يرجئون السبب إلى رفضهم ما يحدث من أمور لا يقبلها شرع الله ولا عقل واع كعملها في بعض الأماكن المختلطة . وبالرغم أننا لا نتفق معهم، إلا أننا لا نلومهم على وجهة نظرهم إذ نرى كثرة تجاوزات العاملين ( ذكور وإناث ) في الأماكن المختلطة .

لذا تحتاج فتياتنا إلى توعية وإعداد من نوع خاص لمواجهة مجتمع العمل المختلط ولكي تكون قادرة على الإندماج فيه والتميز دون أن تسيء لنفسها وأهلها بأي سلوك مشين ، فيجب ألا ننسى أن مجتمعنا مغلق بطبيعته وهذا الانغلاق له تأثير سلبي على الفتيات من عدة جهات ولكي تحقق الهدف المنشود من خروجها للعمل يجب أن تتمكن من بعض الأمور:

1.   أن تحافظ المرأة أو الفتاة على ما يتطلبه دينها ومعتقداتها الشرعية منها ، والعمل بأخلاقه الفضلى، ولاسيما الالتزام بحجابها الذي يصونها، كما يجب عليها أن تراعي وتتماشى مع متطلبات العادات والتقاليد التي لا تظهرها بمظهر يقلل من مستواها كإنسانة متدينة محافظة مجاهدة .

2.   أن تستطيع الأنثى حماية نفسها مما قد يحيط بها في العمل من مضايقات و أن لا تكون ذات شخصية سلبية تضعف وتبكي وتبحث عن من يحميها لأتفه الأسباب .

3.   تحتاج الأنثى  إلى رقابة ذاتية من داخلها بحيث تتمكن من مراقبة سلوكياتها وان تبتعد قدر الإمكان عن مواطن الشبهات وأن لا تنتظر أن يقوم أحد بالتنبيه على الأخطاء ، لكي تتجنب أن ينتقدها أحد.

4.   يجب أن تضع الأنثى نصب  عينيها أهدافها التي تسعى لتحقيقها من خلال العمل و تحاول التميز في مجالها وأن لا يكون هدفها الرئيسي هو تضييع الوقت والدردشات الجانبية ، لكي لا تكون محطة تسلية لمن أراد.

5.   بعض الفتيات ونتيجة لظروف  اجتماعية عايشتها  تنظر للرجال على أنهم سلطة مستبدة تهدف دائما إلى فرض الرأي والتحكم بالإناث ، ومن خلال ذلك لا تستطيع التأقلم مع فريق العمل من الرجال وترى أنهم دائما مستبدين في الرأي بل ويصل الأمر إلى عدم تنفيذ الأوامر والتمرد مما يؤثر على مستقبلها الوظيفي .

كما أننا نأمل من الوالدين تربية وتوجيه الأنثى  إلى ما يسموا بها ، فإننا نأمل من أرباب العمل أن ينتبهوا إلى العاملين معهم إلى جانب الفتيات ويحملن مسئولية الحفاظ على فتيات دينهم ووطنهم شعوراً منهم بمسئولية الحفاظ على الأمانة الموضوعة بين أيديهم وعدم فساد مجتمعهم.

والجدير بالذكر أيضاً أن مشكلتنا الرئيسة أن الوطن والأسرة والمجتمع كله لم يبذل جهدا في الإعداد لسوق العمل خاصة بالنسبة للفتيات وتربية الأنثى  بمجتمعنا، وفقط ارتكزت أفعالهم على العيب والحرام فقط والنصح بالانتباه دون توضيح للأدوار والمهمات لمزاولة العمل ومافيه من انفتاح يتسبب في مشاكل عديدة .

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
أحمد المرهون
[ أم الحمام - القطيف ]: 9 / 1 / 2011م - 6:16 ص
أختي الكريمة ....
أشكرك على هذا المقال الجميل وإن كان كل تركيزه على الجانب الأنثوي من مجتمع العمل المختلط،، حيث لا يمكن أن نستطيع حل مشكلة إلا بصياغة وحلحلة كل الأطراف المحيطة بها وبما أن الجانب الذكوري هو أحد الجوانب المهمة موضع النقاش لذا لا يمكننا إهماله إلا في حالة واحدة وهي دراسة تأثير الأنثى على العمل المختلط وما يحيط به ، كما أن جانب بيئة العمل لها دور كبير فإذا كانت بيئة العمل محفزة للنظرة السلبية فهنا سيكون هناك مأخذ آخر ومسلك آخر...

تمنياتي لك بالتوفيق....شكرا