عباءات نسائية تثير الشباب

جريدة اليوم عبد اللطيف المحيسن ـ الأحساء
كغيرها من السلع الأخرى في الأسواق، تشهد العباءة النسائية كل يوم جديداً في تصميماتها وأشكالها، «يخرجها من لباس ساتر ومحتشم، إلى ما هو أشبه بفساتين سهرة، لا تخلو من زخارف ورسومات وربما فتحات» بحسب قول البعض، الذي ترفضه نساء أخريات، يؤمن أن «التحديث والتطوير سنة الحياة، وأننا لا نستطيع ارتداء عباءة ذات موديلات قديمة، حتى لا نكن أضحوكة وسط زميلاتنا». على الجانب الآخر، يحذر مشايخ وعلماء دين من الانجرار خلف موضة العباءات الجديدة، ويؤكدون أن الأسرة عليها دور كبير ومهم للحد من هذا الاقبال، الذي قد يأتي بنتائج عكسية على المجتمع.
تشير إحدى النساء وتدعى «أم خالد» إلى أن عباءات «الكتف»، منها ما هو فضفاض، بحيث تستر جسد المرأة كاملاً، ولكن بعض الفتيات لا ترتدين هذه العباءات، لأنهن يفضلنها ضيقة، تلفت الأنظار». وتؤكد على أنها: «لا أستطيع أن ألوم الشباب الذين ينظرون إلى الفتاة التي ترتدي عباءة مخصرة وضيقة، لأنها هي التي أعطتهم الفرصة وشجعتهم على ذلك»، مضيفة «لست ضد التحديث في شكل العباءة، ودورها الرسمي في ستر الجسد»، وقالت: «في الماضي كانت عباءة الرأس، هي المنتشرة بين النساء كافة، وكانت تمنح المرأة المظهر اللائق بها، كامرأة سعودية مسلمة، لها عاداتها وأخلاقها»، مشيرة إلى أن «ارتداء الفتاة البنطلون والقميص، أراه أفضل من ارتداء العباءة المخصرة، التي تظهر أكثر مما تخفي، وباتت منتشرة على قطاع عريض من الفتيات، اللائي يبحثن عن الموضة، وليس سواها».
رفض تام
وتقول منى السالم «أغضب كثيراً من منظر العباءة المخصرة، وطريقة تفصيلها، الذي يستحق أن نحذر منه ونرفضه»، مضيفة «ألاحظ وجود عدد كبير من الفتيات، في الأسواق العامة، والمجمعات التجارية، يرتدين العباءة المخصرة، بعد إضافات جديدة عليها، مثل التضييق من ناحية الخصر، والصدر، بطريقة فجة لا تخلو من دعوة للشبان أن يلتفتوا إليها»، مؤكدة أن «هناك فتيات يتعمدن لفت نظر الشبان إليها، ويسعدن عندما يجدن العيون مسلطة عليهن».
فتيات صغيرات
ويؤكد عدد من أصحاب محال العباءات في الاحساء انهم يعرضون ما لديهم من منتجات وتصميمات، تاركين للمرأة اختيار ما يناسبها. ويقول عبد الرحمن السماعيل أحد  اشهر المصممين للعباءات في الأحساء: «إن التصماميم الموجودة في المحل كثيرة، منها الكتف والرأس أو الفرشة والشلية والنقاب وغيرها، والمحل لا يفرض على النساء شراء عباءة بعينها»، مضيفاً «أن الفتيات من صغيرات السن، يفضلن الأنواع الضيقة ذات التصماميم الحديثة، المزودة بالكريستال، أو الاكسسوارات التي تضفي على العباءة طابعاً يشبه فساتين السهرة التي تتلألأ في الأنوار»، مشيراً إلى أن «كل امرأة تعرف مقاسها، ونستلمه منها، ونفصل العباءة على ضوئه، ومن الاستحالة بمكان أن نأخذ مقاس للمرأة، لأن هذا ممنوع».
ويرى قاسم علي مدير أحد محلات العباءات النسائية في مدينة الهفوف ان «العديد من الفتيات يفضلن العباءات المطرزة بألوان شتى، تلفت الأنظار»، موضحاً أن «عادة ما تأتي الفتاة بعباءة صديقة لها، وتطلب تفصيل واحدة شبيهة لها، ونقوم نحن بتفصيلها»، موضحاً أن «الموضة هذا العام، في العباءات، التي تتداخل فيها الألوان المختلة، بجانب اللون الأسود»، مشيراً إلى أن «دول الخليج المجاورة لنا، تظهر فيها عباءات مختلفة ومودلات حديثة، سرعان ما تنتقل لنا، وتنتشر في الأسواق السعودية، بعد أن تأخذ اسماً مميزا لها».
ولا يؤيد محمد العليو (أحد الزبائن)، الذي تواجد في محل بيع عباءات، وكان بمعية أهله، وجود عباءات الكتف والمخصرة في المحلات، ويقول: «لاشك انها قد تغري النساء لاقتنائها، وبالتالي فانتشارها سيثير الكثير من المشاكل، بين مرتديها وشبان الجيل الجديد، الذي يجد في مثل هذه العباءات، دعوة للمعاكسة والتغزل «موضحاً أن «اقتناء النساء لمثل هذه العباءات يعود الى الاهل في المقام الاول، مشدداً على أهمية عامل المراقبة من الاهل لمنع بناتهن من لباس مثل هذه العباءات».