عندما يكون القانون عدوا للمجتمع

 

"قوانين تعسفية " " قوانين سخيفة " " قوانين ما أنزل الله بها من سلطان "

عبارات اعتدنا سماعها من أفراد ضاقوا ذرعا بالنظام والقوانين – هنا لا أقصد نظام الدولة وقوانينها – تلك القوانين التي تضعها المؤسسات والشركات والمواقع الإلكترونية لتنظيم سيرها وعملها لضمان نجاح مسيرتها .

نعلم يقينا أن كل تنظيم– سواء كان مؤسسة تعليمية – مؤسسة تجارية – موقع الكتروني ...الخ ، لكي يكون ناجحا يجب أن تكون له خطة سير يسير عليها لتحقيق أهدافه المنشودة ولكي يضمن السير على الخطة لابد أن يراعي وجود قوانين يسير عليها أفراد هذا التنظيم .

هذه القوانين لابد أن تكون امتدادا للأهداف ومنبثقة منها لكي يحصل التوافق بين الأهداف والقوانين ويخدم كلا منهم الآخر ونصل إلى النتيجة السليمة المطلوبة .

كما أن الأمر يتطلب أن يمتلك أفراد التنظيم قناعة داخلية بضرورة تطبيق القوانين وفق معايير معينة وتجنب التجاوزات التي قد تؤدي إلى عرقلة المسيرة وتحقيق الهدف .

أيضا حينما يرغب أحد أفراد المجتمع في الإنضمام لهذا التنظيم أو ذاك فإن عليه أن يوافق على هذه القوانين ، وهذا ما يحصل في المؤسسات التعليمية مثلا حين التقديم على طلب الانضمام تكون هناك وثيقة قوانين يقرأها المتقدم ويوقع على الموافقة عليها والإلتزام بها .

لكن الغريب في الأمر أن هذا الفرد وذاك إما أن يوقع دون أن يقرأ وبالتالي يكون جاهل لقوانين المكان وهنا تحصل تخبطات تعيق العمل . أو أنه يوقع لمجرد التوقيع دون نية صادقة في التطبيق بل وأنه بمجرد الانضمام تبدأ سلسلة التجاوزات والاعتراضات على القوانين .

هناك نقطة هامة يغفل عنها الأفراد أن القوانين هي خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها أو تغييرها بناء على رغبة الفرد نفسه دون أي اعتبار لدورها في تحقيق الأهداف .

إضافة إلى ظنهم إن هذه القوانين وضعت بشكل تعسفي وهدفها التضييق والتشديد فقط في حين أن غالبية القوانين يكون ظاهرها هكذا ولكن إن درست دراسة تجريدية نرى أنها تصب في الصالح العام ولا يمكن اكتشافها إلا ممن يملكون بعد نظر في الأمور .

حقيقة إن المجتمع ما زال بحاجة إلى توعية أفراده بماهية القوانين والأنظمة واللوائح التي يسير عليها نظام ما ، وأنه لولا القوانين لما تحققت أهداف وبقيت الأمور تسير كما يقال بالعامية ( حسب البركة ) .

وحيث أنه يمكن تعريف القانون بأنه مجموعة من القواعد والتنظيمات التي تحكم سير عمل معين .

فإن سؤالي هو  :

لم يصر أفراد المجتمع على العيش بعشوائية تامة ضاربين بعرض الحائط كل قانون من شانه أن يضمن سير العمل بنجاح ، والأدهى أن يتهم الفرد القائم بتطبيق القانون من خلال عمله أنه فرد متعجرف ولا يحب مساعدة الناس وخسارة فيه المنصب الذي يشغله .