لابد من مراعاة الطبيعة والبيئة عند العمار

في ندوة بصيف ارامكو نفتقد للروحية والعاطفة بسبب العمار الحديث

شبكة أم الحمام الظهران : يوسف الحربي
الدكتور هاني الغامدي يستعرض صور وبجواره الدكتور سامي عنقاوي
الدكتور هاني الغامدي يستعرض صور وبجواره الدكتور سامي عنقاوي

أثارت العمارة الإسلامية وخاصة في عصر الحداثة والتغييرات في ما طرحه ضيوف ندوة أرامكو الرمضانية، مساء أول أمس، من تاريخ العمارة وأهميتها، وإن هناك رجال مازالوا يعملون للحفاظ على الإرث العظيم، فقد كان الجمهور، والتي شارك فيها كل من الدكتور سامي العنقاوي والدكتور هاني القحطاني وأدارها الأستاذ فؤاد الذرمان.

تحدث الدكتور هاني القحطاني عن مبادئ العمارة الإسلامية كما جاءت في كتابه " مبادئ العمارة الإسلامية وتحولاتها المعاصرة: قراءة تحليلية في الشكل" وان توجه العمارة بكل أشكالها نحو الداخل في تجاهل للخارج، والاحتواء يضرب بعمق في صميم الحضارة الثقافة الإسلامية، والثاني الظهور وهو عكس مفهوم الاحتواء فهو يهتم بالجانب الخارجي ويعتقد أن الظهور في العمارة مدفوع بأسباب تفاعلية في عمارة الاحتواء وقد ضرب مثل ببعض المدن الإسلامية في عهد الخلافة العباسية.
و الثالث في العمارة هو التحول وهو عملية مستمرة في تكوين العمارة ويكون الزمن بعدا له.ويقول الدكتور هاني أن العمارة الإسلامية عرفت عبر تاريخها أنماط كثيرة من التحول يصعب الإحاطة بكل تفاصيلها.

ثم تناول القحطاني الرابع الطبقات، التي هي مجمل اللبنات التي تتكون منها العمارة الإسلامية، احتواء كانت أم ظهورا. ففي عمارة الاحتواء تتكون المدينة من طبقات متراتبة من الفراغات ذات الأحجام المختلفة، بدءا بساحات المدينة وصولا إلى الفراغ الخاص بكل فرد على حدة، وما يقال عن الفراغ ينطبق أيضا على العناصر المكونة للفراغ، من جدران وأسقف وأرضيات، وما يصاحبها من عناصر أثاث أو عناصر زخرفيه أو إنشائية، أو غير ذلك. وتتأثر الطبقات بتضاريس المدينة وتوجهها نحو الشمس وبكثافتها السكانية.

ويختم الدكتور هاني بتناول الخامس التكرار، وهو المرادف العددي للطبقات الذي يشكل في مجمله الشكلي النهائي للمدن والهياكل الإسلامية. بهذا المعنى فإن التكرار هو البعد الحسابي في عملية البناء. والمدينة الإسلامية في شكلها النهائي هي تكرار عددي للبيوت المتلاصقة جنبا إلى جنب بأفنيتها المفتوحة.

ويؤكد القحطاني أن العمارة الإسلامية تلبي الجانب والحاجة الروحية، خاصة ونحن نفتقد الاتصال الروحي والعاطفي مع العمارة الحديثة في الوقت الحاضر وذلك وللأسف خارج إرادة الجميع.

ثم تحدث الدكتور سامي العنقاوي عن تجربته كمعماري معروف على المستوى العربي والعالمي، حصل على الدكتوراه في المعمار الحجازي الإسلامي من جامعة لندن عام 1988م وهو يمتلك فلسفة رائدة في المعمار تتلخص في ضرورة الإبداع في أنماط العمارة الإسلامية التقليدية واستلهام أغراضها وجمالياتها في قوالب حديثة وضرورة ارتباط العمارة ببيئة الإنسان، ود. عنقاوي محاضر سابق في متحف التراث والفنون التابع لجامعة هارفارد.

وقد قام عنقاوي بترميم وتجديد مجموعة كبيرة من العمارات التاريخية مثل منزل الشافعي الكائن بحارة المظلوم في منطقة البلد بجدة وقد أسس عنقاوي مركز أبحاث الحج ورأسه من عام 1975 الى 1983 وقد قام المعهد بإنشاء العديد من الدراسات والخطط التنفيذية والجليلوجية والجغرافية والاجتماعية لمكة والحرم وشعيرة الحج.

من آخر انجازاته المعمارية بناء المركز الطبي الدولي بجدة والذي يعتبر تحفة خالصة في العمارة الحجازية الإسلامية والذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ويعتبر احدث صرح طبي في السعودية والجدير بالذكر أن المركز الطبي الدولي متعاون من كليفلاند كلينك الأمريكية.
وكثير ما أكد الدكتور سامي عنقاوي في الندوة من يريد أن يقوم بعمارة منزل فعليه أن يسأل ويعمل على أن يكون ملائم للطبيعة المحيطة به وكذلك البيئة فلابد من مراعاة البيئة والطبيعة.