الفرح صناعة لا يجيدها البعض

 

 

الملل والاكتئاب والضجر من روتين الحياة أصبح شعار أفراد المجتمع،مرافقا له ملامح الحزن والبؤس على الوجوه ، حياة رتيبة فعلا يقضيها الفرد مابين العمل وواجباته ومسئوليات المنزل والأسرة ، تمر الأيام والسنوات و بنفس الحال دائما مشغول ومنهك ويحتاج إلى الراحة.

لكن أي راحة تلك التي نبحث عنها هل هي راحة الجسد أم الروح ؟

إن بحث الفرد عن الراحة والرضا ما هو إلا محض إدعاء يبرر لنفسه هذا العمل المتواصل وتأدية الواجبات على أكمل وجه، فالفرد يسيّر حياته كما لو كان آلة تعمل لساعات معينة ثم يطفئها وينام بعضا من الساعات علّه يجد الراحة التي يدّعي . إضافة لهذا نجد أنه شديد التأثر بما يجري حوله من مآسي الحياة ومشاكلها سواء كان لها علاقة مباشرة به أو غير مباشرة .

وقد يبدوا  الفرد وكأنه يعيش داخل مجموعة من الدوائر المغلقة من الحزن وقلبه مفطور على الحزن والكآبة وبذلك تكون لحظات الفرح مجرد محطات عابرة سرعان ما تزول ويعود الحزن ليشغل مكانه .

إن الراحة الحقيقية هي راحة الروح وتتمثل في شعورها بالرضا والفرح، وهذا لا يتحقق إلا إن تمكنا من المصالحة مع ذواتنا وأيقنا ضرورة إيجاد مصدر للفرح في حياتنا مهما كانت مليئة بالمنغصات ، ففي العمل فرح وفي أداء الواجبات المنزلية فرح وفي  كل أمر نقوم به يوجد فرح .

لذلك يجب على الفرد محاولة التحرر من تلك الدوائر التي تحيط به وأن يوجد لنفسه بصيص ضوء ينطلق منه نحو الفرح ويستبدل ملامح الحزن بالفرح .

وهنا تسائل بسيط جدا

مالذي سنخسره إن ابتسمنا إن أوجدنا لأنفسنا لحظات فرح نعيشها ؟

قد يجيب أحدهم ويقول وهل في الحياة شيء مفرح ؟!

نعم هناك الكثير أليس وجودك على قيد الحياة هو أمر جميل؟

 أن يكون لديك طفل يبتسم في وجهك ويثير غضبك ويعبث بأشيائك أمر جميل ؟

 أليس حصولك على عمل يكفيك شر السؤال أمرا جميلا ؟ وإن كان العائد المادي قليلا .

حصولك على شهادة – منزل – الخ ؟

مصادر الفرح في حياتنا جميلة ولكن علينا أن نتقن كيفية تشغيلها وتصنيعها لكي نشعر بها .

وقد راق لي كثيرا تعريف أحدهم لصناعة الفرح بقوله :

إن صناعة الفرح تعني : ضخ الفرح في عروق الحياة وتكريره في مصفاة العقل والقلب والحس والوجدان ، صناعة الفرح هو الانطلاق بدل الجمود وصد تحديات الحياة مهما كانت قوتها .