النقــــــد هل مجرد نقد أم أنه أولى خطوات التغيير

ريم علي الحاجي محمد

 

منذ سنوات مضت كان المجتمع يرفض أي نقد يسلط الضوء على سلبياته ، متذرعا بأنه عند الحديث عن سلبيات المجتمع وسلوكيات أفراده الخاطئة فإن ذلك من شأنه أن يفتح أعين الأفراد على أمور ربما كان كتمانها أفضل حتى لا يتعلمها بقية الأفراد فتصبح ظاهرة عامة ، كذلك حتى لا يؤخذ مأخذ سلبي على المجتمع ، إضافة إلى التهم التي تكال على الفرد الناقد حيث يوصف بأنه متحامل على المجتمع أو أنه مأساوي ولا يرى إلا الأمور السلبية .

أما في وقتنا الحالي تغير الأمر بعض الشيء وكثر النقاد من الأفراد ، وهذا دليل على ارتقاء مستوى الوعي بشكل عام ، ذلك أن الفرد الذي يستطيع أن يرى كل تصرف بعين الناقد ويستطيع تقييمه بالسلب أو الإيجاب يعتبر شخص واعي نسبيا .

السؤال هنا هل النقد مجرد نقد أم أنه أولى خطوات التغيير ؟

كثيرا ما نرى سلوكيات خاطئة ننتقدها ونتكلم كثيرا في مدى تأثيرها السلبي على المجتمع ونعيب من يسلكها وكيف له أن يقوم بذلك، وكيف له أن لا يعي ما يقوم به. كثيرة هي التعليقات سواء الجانبية أو المعلنة .

جميل أن نصل إلى حالة الوعي بالمشكلة والسلوك الخاطئ ولكن الأجمل أن نسعى جاهدين لتقويم السلوك و السير به نحو الاتجاه السلبي وأن نبدأ من ذواتنا والمحيط من حولنا .

العديد من الطرق يمكننا إتباعها لتحويل النقد إلى توجيه وتقويم لسلوكيات المجتمع ، وذلك بإقامة حملات إرشادية لتقويم السلوكيات ، تماما كما هو حملات التوعية بالنظافة – حملات التوعية ببعض الأمراض .

يحتاج المجتمع إلى حملات توعية ثقافية مضادة للسلوكيات الخاطئة، على سبيل المثال لا الحصر :

·       حملة للتوعية في ترشيد المصاريف خلال شهر رمضان.

·       حملة للتوعية عن تصرفات بعض الشباب في الشوارع والتي قد تسيء للطابع العام للمجتمع .

·       حملة توعية لأهمية العمل وإيجابياته على الفرد بغض النظر عن العائد المادي .

·       حملة توعية بأهمية القراءة وأهمية الكتاب .

بهذه الطريقة حتما سنتمكن من التأثير على بقية أفراد المجتمع وبالتالي يتحول النقد من مجرد نقد إلى خطوة أولى نحو التغيير للأفضل .