جلد الذات( محاسبة الذات وتوبيخها )


 

 

محاسبة النفس ومراجعة خطة سير الحياة من الأمور التي يجب أن لا يغفل عنها الفرد؛ فبهذه الطريقة نستطيع تقييم الماضي من أفعالنا و مدى فاعليتها في تحقيق أهدافنا سواء كانت قصيرة المدى أم بعيدة، كذلك نستطيع التعرف على الأخطاء التي نقع فيها ونتعرف على أسبابها ومن ثم تجنبها في مرات قادمة .

عند الوقوف على هذه الأخطاء نجدها تتفاوت من حيث تأثيرها السلبي على حياتنا، وبعضها يرتقي إلى أن يصل إلى مرتبة الذنوب والعياذ بالله .

لذلك يجب أن تكون لنا وقفة حازمة عند أخطائنا وأن نحاسب ذواتنا على وقوعنا في هكذا أخطاء وهنا يختلف الأفراد في التعامل مع أخطائهم :-

  • منهم من يتجاوز الخطأ كأن شيئا لم يكن بل ويستمر في الوقوع فيه لقلة وعيه بمدى تأثير استمرار الخطأ على حياته .
  • ومنهم من يقف عند خطأه ويقوم بدراسة أسبابه ويحاول تجنب الوقوع فيه مرة أخرى .
  • والبعض يقسو على نفسه بالعقاب لما وقع منه من خطأ وقد يحرمها من بعض احتياجاتها كنوع من العقاب؛ ويطيل في مدة العقاب حتى تكل النفس وتحاول التمرد على العقاب وقد تعاود الخطأ بصورة أبشع من السابق.

بناء على ما سبق نرى أن الأفراد مختلفون في ردود أفعالهم تجاه ذواتهم عند الوقوع في خطأ ما، وهذا أمر طبيعي نسبيا نتيجة لاختلاف الآراء والثقافات والقدرات الذاتية. ويمكن أن يقسم الأفراد إلى قسمين من حيث النتيجة التي نحصل عليها من جلد الذات ( محاسبة النفس ) :

الجلد الإيجابي

وهو الذي يستطيع صاحبه أن يتعرف على مواطن ضعفه التي أدت إلى وقوعه في الخطأ ويحاسب نفسه على هذا الخطأ ويسعى لإيجاد طرق وحلول تمنعه قدر الإمكان من الإخفاق كذلك يذكر نفسه بعاقبة خطأه الذي اقترف  . ويمضي قدما في سير حياته .

الجلد السلبي

بعض الأفراد يتمادى في جلد ذاته ومعاقبتها عندما تخطيء مما يعيق مسيرة حياته بالشكل الطبيعي ولشدة ما يفعل تفلت منه الأمور وتتمرد ذاته أكثر من السابق وربما تقع في خطأ أكبر.

أخيرا ،،

على الفرد أن يتقن فن التعامل مع أخطاءه وأن يخرج منها بإيجابية وفاعلية في المجتمع وأن لا يكون مرتهناً لأخطاء الماضي ولا خائفا مترددا من أن يقع في أخطاء جديدة .