الآخر : معرضٌ مهندمٌ بعولمة


 


 

 

 

 


قراءة تشكيلية في معرض الفنان : زمان جاسم ، ( الآخر ) المقام في دبي منذ 19 مارس حتى 18 أبريل الجاري

المقام في دبي منذ 19 مارس حتى 18 أبريل الجاري

قراءة تشكيلية في معرض الفنان : زمان جاسم ، ( الآخر ) المقام في دبي منذ 19 مارس حتى 18 أبريل الجاري

 

قبل القراءة : الوعي التشكيل و نجاح التوظيف  

ساعة دهشة ، التفت حوليَ الخامات ، تصنعُ ضمني تحالفاً ما ، رسالة أمّة ، كحق ، سيعلنُ ذات جلسة ، كلون قرر خلسة أن يدافعَ عن صبغتهِ بجيناته الصبغية ، عن وجوده الواحد ضمن المتعدد ، كفرد قابل أن ينسجم مع أي جماعة ، أي فئة ، كانت لون ، كانت خامة ، انفكت عن جمع ، أو ارتبطت بمنظومة هدفية.

هنا و هنا فقط - حيث ( الآخر ) - يخرج الفنان من مسرح نفسه ليقف على مسارح الناس ، كفن واحد ، مهما تعدد ما تناحر و اختلف ، كتكاتف متى طاح واحدٌ ما عنهُ آخرٌ دلف.

و لدى ( زمان و فكرته ) شيء أشبعَ الأرض بالأغلفة المصطفة رغم التباين ، فالنحو الجزئي لا يعادي الكليّة المعربة ، و شعارات الألف وحدة تجتمع في شارع واحد ، كما أن فعل التصريف لا يستاء من كثرة المصارف فأزح نفسك جنب ( الآخر ) و اصنع جماعة ، عوضاً من أن تبقى ( مجرد واحد )

فالتشكيل كجغرافيا عالم ، و العالم ( كجغرافيا ) قابلٌ للتشكيل

عند القراءة : الآخر معرضٌ مهندمٌ بعولمة

عند القراءة : الآخر معرضٌ مهندمٌ بعولمة

عند القراءة : الآخر معرضٌ مهندمٌ بعولمة

لدى ما أنا ، كنتَ أنتَ تتمشى ، كفجأة أو موعد ، حدّ التقارب ، حتى المحاذاة ، وصولاً للتداخل الغير المزعج ، عندها انتبهتُ أننا لا نختلفُ على التعايش إنما نتعايشُ على اختلاف لذا ، سأغيّب المرسومَ في حضرة المعنى المراد من راسم ، ليصيرَ ( التشكيلُ ) في محارات الفكر كإلكترون دوار في أقاني الشبكات ، و سرج المسالك الإعلامية ، سأدعهُ يشتُّ عن مدارات رذرفورد ليحظى بخلايا النانو و ثقافة الصغائر الكهربية المديرة العالم.

فلدى ( الآخر ) قبابٌ زمنية تصنمت ضمنَ أعوام ، حيثُ أعياها الإعلامُ في الأول إثر الضمور و في التالي إثر الظهور ، حدَّ الصرع المزمن ، و الترنح الفاقد السيادة في محاضر السيادة ، حتى صار – أي الإعلام - كجسد أنا أذيعه كقدمين عوضاً أن يكونَ قدمينِ تذيعاني كجسد.

هذا هو ( الآخر ) الذي يعنى كل العالم ، كل الأطياف ، كل الأنماط ، هذا هو مقابل الإعلام المشتت المتلقي في قوالب الدمج الظاهري ، المكتل الكوائن دون معرفة بالكائنية ، هذا هو ( الآخرُ ) في مجلس ( الآخر ).

جاء يلم في عباءاته التطلعية قارات العالم ، بجهاتها الأربع ، بالقيادات و الديانات  المتشابهات و المختلفات ، الناس بتفاوت الأجناس.

جاء يقول : أنت كأنا ، كيفما كنتَ أنتَ و كيفما كنتُ أنا ، فالتطابق لا يصنع  منجزاً متميزاً ، و لا مع العدم ينعدم التمكن ، لا موجود يتحيز لعدم ، و إن يوماً سيئاً فغداً المنى

فداخلي ، لا زالَ سلكٌ والعٌ بالإتصال ، يبحثُ مقبساً غير أن الأغلبية العظمى تعتمد اللاسلكية كطاووس ما نفشَ أرياشاً إنما أطباقاً ، فالسيادي هو الإعلام المتوفر حدَّ النفس ، القضية المفتوح لها ألف بابٍ و باب ، الناطق الممثل و المُخبر الرسمي ، المُدافع النّهم و المُرافع المُجاب.

و ذلك كلهُ حدَّ أن يرتفع منسوب النوال الزمني المدفوع كأثمان ارتياد سبل النوادي  المعرفية و التكامل البياني ، فمدارج التحري عن مكاشفات و ملابسات العبور الثقافي في مساري التقارير الإعلامية و شؤون الإدراك البصري للحركة الموقوفة - حين عقلنة أو شخصنة أو حتى ملعنة  - يجتاح الكثير ، كما يتجاوز عن الكثير مستغلاً التغذية الحالية التي لا تحتاج إلى تواجد واقعي ، لأن المعمول كواقع يصلك قبل أن تتواجد.

– حُقَّ أم لم يُحَق –

الآخر : معرضٌ مهندمٌ بعولمة
الآخر : معرضٌ مهندمٌ بعولمة

و هنا يجدر أن أتحدث عن الإنسان ( الآخر ) في المعرض ( الآخر ) عن ( زمان ) إن لمَّ الزمن في واقعية المكان ، كمعرض حظي بالإنسان كإنسان دونما متعلقات بالماهية و الكيفية ، و كإنسان حظي بالمعرض ككمية دلالية لا حصرية

ليصلح أن أقول :

أن التوجه الكائني في هذا المعرض خرج بالمصنوع العادي إلى مُصنَّع غير اعتيادي ،فضم الموروثات كأنما يضم لهجات الناس عامة في لسان وحيد ، له قومياته المتعددة ،المثرثرة بالخَرِب ، المثقّبة حين مداهمة ، المتآكلة ذات جزر أو مجزرة ذات مجاعة و الممصوعة ذات مدِ أو قيدِ لمناعة محتملة أو مشروع صناعة.

الجميل في سلامة ، أن يخرج بالطبق اللاقط الصدِأ ، الآتي عليه الدهرُ ، كسلام جميل ، فتشعر به كجبهة نضالية ساجدة في محبة و شكر ، قائمة على التفاعل ، لا يزعجها اللون المتسرب من ثقوبها و لا المتسلل عبر ثغورها ، تلم بأثوابها كل قادم ، كل نازح ، كل لاجئ ، كل منبوذ أو مرغوب.

لأعود و أقول أنه : هنا و هنا فقط ، يكمن ( الآخر ) ضاجاً في العالم الذي : مخاضه اشتراكي و فعله اعتراكي ، فيعسرُ أن ينجبَ.

فـ ( زمان ) جاء كفنان حق أو حق دونما فنان ، فالرسالة أسمى من أن تلقب ، ضاماً في جعبته الفنية فسائل البشر الماضي ، شتلات الأعين الحالية و سنابل مستقبلٍ تائهاتٌ أمانيها ، ليقدم بالكل مجمّعاً مرمزاً متآلفاً مكتفياً بخاصية اشتراكية غير مشروطة بـ ( ما لا كيف أين إلا ) لتحسن أن تدل على أي ( آخر ) أي بشر ، أشبَهَ أم غايرَ

لينجح أن يحظى بالبعد الرسالي ( المتلو من فنان ) في حضرة البعد الجمالي - كثنائية (كانسان و افتتان ) – و بالبعد الجمالي في حضرة الآخر الدلالي ( المستقرأ من متلقي ) - كثلاثية ( إذا انضم إليها امتنان ) - فمزاوجة ( الآخر ) بـ ( الآخر ) كفن يصنعُ عالماً و عالمٌ يصنعهُ فن فتذكر

( الآخرُ ) إشارة للموجود ، المقبول ، المحترم ، كهيئة عامة ، مساواة مطبّقة ، عدالة منطقية ، بُنى من نفس المنظور ، على ذات المستوى ، لا تحتية مركونة - كدونية - و لا فوقية - كصدارة نونية –
ما لها شأنٌ بالسطور إنما بمحل العنوان كحيز مخصوص بالخامات المخملية فـ ( الآخر ) هو الكل ، و الكل قد يُعنى بـ ( الآخر )

الآخر : معرضٌ مهندمٌ بعولمة
الآخر : معرضٌ مهندمٌ بعولمة

بعد القراءة : الآخر لابد كمثله آخر 

أو بالأحرى ، لابد أن يجر الآخر لتقنيات رسالية أخرى ، تصنع من أي كمية بيانية وسيلة عرض ، فالخامة قد تتنفس عند الاقتران برسالة ، فعرض اللا حي على حي كفيلٌ بصناعة تفاعل بالتبادل ، كفيل بخلق الحياة كتجربة لدى غير حي و كقراءة لسلوك اللا حي على غير عادة من لدن آخر هو أصلاً كائنٌ حي.