" على قلوبٍ أقفالها "


كن واثقاً أنك حينما تعشق فكرة سيئة بخصوص شخص آخر .. فكرة غير صحية، أو فكرة متعارضة، أو فكرة حاقدة .. مريضة ..  مميتة .. فإنك تعمل بالدرجة الأولى على ايذاء ذاتك.

فضلاً : أنظر نحو أشعة الشمس، اتخذ قراراً أنك في حالة عدم استطاعتك إسداء الآخرين أي نفعٍ يُذكر، فإنك لن تنشر بذور السم، والحقد والكراهية، وتتصلّب في موقفك العدواني المقيت .  

في مساعيك الحياتية، اعتنق دوماً أفكاراً طيبة وخيِّرة ومُحبة ومُتسامحة تجاه الآخرين، وبعد ذلك ثق أنك لن تقوم بتقويض مثل هذه الأفكار الإيجابية وكبتها، وإنما ستنشر أشعة الشمس والسعادة والأمل بدلاً من الحزن والظلام واليأس والقنوط .. نعم ستتبنّى مبدأ المساعدة والدعم والعون للآخرين بدلاً من التثبيط والإنهزام، أو الوقوع في دائرة اللّاتواصل.  

من المحتمل بصورة كبيرة أن تصادف في محيط عائلتك، أو وظيفتك، أو جماعتك النفسية الإجتماعية، أو في مجتمعك الأوسع، من يحاول أن يضغط على أزرارك الساخنة لتفقد توازنك وحكمتك، ويدفعك " بالكرباج الناعم " لأن تغيِّر أفكارك وقناعاتك لتنسجم مع ما يحلو له وتتوافق مع  ما يواكب هواه .

أرجوك أن لا تتبنّى موقفاً دفاعياَ ومواجهة حامية مع هؤلاء، بل أنصحك أن تختار انتهاج طريقة إيجابية معهم. إعمل على أن تتفهم سلوكهم، وتتعرف على دوافعهم، بل وتبحث عن طريقة مناسبة لتغييرهم بإسلوبك انت، بدلاً من أن تبدي استياءك منهم وتستعديهم عليك بدرجة أو بإخرى حتى ولو كلّفك ذلك بعض الوقت أو ضقت بهم ذرعاً .

ليس هناك عادة أسمى وأنقى من أن تتبنى سلوكاً مُفعماً بالمحبة والأمل والتفاؤل، والإيمان بأن كل الأمور ستكون على ما يُرام ولن تسوء، وإنك ستنجح ولن تفشل ما دمت مخلصاً لذاتك ولمن هم حولك في كل حين، وإنه بغض النظر عمّا يحدث أو لا يحدث فإنك ستحظى بالسعادة التي لا يشعر بطعمها وحلاوتها إلاّ من وضع على فكره تاج النُبل والإخلاص والتسامح.

عليك التحلِّي بهذا السلوك المتفائل مهما كثُر المتربصون بك، ودارت طواحين الكراهية والتشاؤم في محيطك، ولا تسمح لنفسك قط أن تسقط فريسة لحالة مزاجية متشائمة ومحبطة. كن أنت الشخص الذي يبحث عن الأفضل، والأسمى، والأسعد، ويتوقعه في أحلك الظروف. كن ذلك المتفائل الذي يستمتع بحياته لحظة بلحظة، ويسعى لبناء علاقات إيجابية وبنّاءة تساعده على التقدم والنمو والنجاح حيثما شطّر وجهه .

آمن - أيها الحبيب - بكل جوارحك أنك ستفعل ما خُلِقت لفعله وهو نشر المحبة والسلام ومساعدة الآخرين، والتخفيف من آلامهم ومعاناتهم، ولا يساورك أدنى شك ولو للحظة عابرة بأنك ستفشل إطلاقاً أمام مكابرة من فَقَدَ سلامه الداخلي، ولم تعرف ذاته يوماً قط قيم المودة والتسامح والوئام.

ونحنُ في هذا الشهر الكريم، بل وفي جميع الأوقات إسمح فقط بدخول " الأفكار الصديقة " إلى عقلك التي تؤكد لك أنه باستطاعتك تحقيق هدفك الأسمى وهو نشر المحبة في كل اتجاه، وارفض كافة " الأفكار المعادية والمستفِّزِّة " وكل المحاولات المزاجية المثبِّطة، وكل شيء يوحي لك بالفشل والتعاسة ، بل واحترس من " الأقزام " في كل خصلة نبيلة، إلاّ في سلاطة ألسنتهم، وتفاخرِهم بنشر فيروسات الكراهية والقطيعة مع الآخرين لأتفه الأسباب، وربما بدون سبب يُذكر!! فقط لأن قلوبهم مُقفلة بالشمع الأحمر فلا تنصت لصوت العقل والحكمة، ولا تفقه معنى التسامح والتآخي والوداد والعياذُ بالله. هؤلاء لا تغضب منهم، بل بادر بالشفقة عليهم دون أن تشعر بالذنب نحوهم ما حييت .

إستشاري سلوك وتطوير موارد بشرية