علاج فعال وناجح ١٠٠٪ ضد مرض السرطان

شبكة أم الحمام


تنتشر هذه الأيام
- خصوصا على صفحات التواصل الاجتماعي - أخبار ضبابية وغير واضحة في محتواها العلمي تَدَعي وجود علاجات فعالة ضد السرطان وبدون آثار جانبية وأن نسبة نجاحها تصل إلى 100% (كما هو عنوان هذه المقالة)، ليس هذا وحسب، بل تذهب تلك الأخبار إلى تأكيد وجودها في بعض الدول العربية وفي مراكز صحية معروفة (كما تدعي).

أولا؛ بخصوص تعليقي على مثل هذه الأخبار أو أي خبر مشابه ويحمل نفس الصياغات غير الواضحة كرد مبدئي (وكما سُئلت من قبل الزملاء)،أاقول: حتى الآن لا يوجد ما يبين حقيقة العلاجات المذكورة (كدراسات موثقة علميا) في المجلات العلمية العالمية المحكمة. لهذا السبب تظل مثل هذه الأخبار بهيئتها الحالية مجرد أخبار إعلامية أكثر منها علمية، ولا يجب الانجرار ورائها والترويج لها. بل ويظهر من طبيعة المحتوى أنها تجارية هدفها جني الأموال بطريقة سهلة.

وحتى لا نقسو أكثر على تلك المصادر؛ أقول: ننتظر توضيحات أكثر بخصوصها تخاطب في لغتها أهل الخبرة في هذا المجال لبيان تفاصيلها العلمية وطريقة عملها، وكذلك تأكيد مدى فعاليتها وتأثيراتها الجانبية (هذا في حال تم تأكيد كل ما يتعلق بصحة تلك الأخبار المنقولة بدون سند علمي واضح).

وللتأكيد مرة ثانية؛ أقول: من منظور تحليلي علمي مبدئي وبصيغتها الحالية أنها مجرد أخبار صحفية تجارية، ونستطيع تصنيفها على أنها من قبيل الأخبار المنقولة على صفحات وشبكات التواصل الاجتماعي خصوصًا “ WhatsApp”

ثانيا؛ إن كل من يستغل الحالة الصحية والعاطفية لدى المرضى وعوائلهم ببيعهم مثل هذه الأخبار غير المؤكدة والتي تندرج تحت عنوان الإشاعة هو شخص مروج لأوهام. وعليه يجب على الناس التنبه وأخذ الحيطة والحذر حتى لا ينجروا وراء مثل هؤلاء الناس. بل ويجب عليهم التنبه من إعادة نشر تلك الإشاعات عبر شبكات التواصل الاجتماعي وخصوصا WhatsApp”" مخافة أن يتعلق بها أحد المرضى فيترك بعدها علاجه المنصوح له به طبيًا.

ثالثا؛ إن مثل هذه العلاجات (ومن خلال خبرة طويلة لي في علاجات مشابهة) تستدعي الكثير من التجارب والأبحاث المخبرية، والتطبيقات العلمية والعملية على الحيوانات بشكل مبدئي، وبعدها تنتقل في تطبيقاتها لتصل إلى الإنسان في مجتمع صغير ومن ثم تمتد بعدها لمجتمع اكبر ليتم التأكد من فعالية العلاج وعدم وجود تأثيرات جانبية له؛ حيث لا يتم توثيق والحكم على تلك الأدوية الخاصة (مثل الكيمياويات المستخدمة في علاج السرطانات بشتى أنواعها) الا بعد فترة زمنية ويتم تسجيل ذلك لدى منظمات الغذاء والدواء بشكل رسمي وبالإثبات العلمي.

والسؤال المطروح هنا هو: ماذا سيحدث إذا أعطي ذلك الدواء لشريحة كبيرة من الناس؟ وهل ستختلف استجابتهم أم لا؟ وماذا سيحدث عند استخدامه على المدى البعيد؟

رابعا؛ إن الخلايا السرطانية ليست نوع واحد ولكل نوع طريقة علاجية مختلفة؛ وعليه يكون السؤال كيف نتكلم عن علاج موحد؟ وما هي ميكانيكية عمله (إن صح الخبر)؟

جميع ما تقدم هو رد مختصر على كل من يروج لبيع الوهم (بدون دليل علمي) عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيجعل المرضى المحتاجين ينجرون وراء سراب، هو أيضًا توضيح لكل من يتساءل عن تلك العلاجات (المزعومة بغير دليل علمي وبدون مصادر معروفة عند المنظمات العلمية العالمية).