الأستاذ المخرق: التوحد من أسرع الإعاقات انتشارآ وتفوق نسبته السرطان أوالايدز

شبكة أم الحمام
الأستاذ المخرق :التوحد من أسرع الإعاقات انتشارآ وتفوق نسبته السرطان أوالايدز
الأستاذ المخرق :التوحد من أسرع الإعاقات انتشارآ وتفوق نسبته السرطان أوالايدز

في منتدى القطيف الثقافي ندوة التوحد... تحديات ورؤى

أقام منتدى القطيف الثقافي ندوة بعنوان «التوحد... تحديات وروئ» قدمها الأستاذ محمد المخرق، أخصائي التوحد ومعلم ذوي صفات التوحد لمدة 15 عام في برامج الدمج التابعة لإدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية.

وافتتح مدير الندوة اخصائي التربية الخاصة الأستاذ رائد أبو عزيز الندوة التي حضرها عدد من المهتمين وأباء وأمهات أطفال التوحد.

واستهلها المحاضر بتعريف مرض التوحد بأنه إعاقة تطورية تظهر في الثلاث سنوات الأولى من العمر نتيجة اضطرابات عصبية تؤثر على وظائف المخ وأعراضه والتي تتخلص في ضعف التواصل البصري والنظر بزاوية أو التحديق والتحسس من الصوت العالي والتصرف كأنه لا يسمع النداء، وكره اللمس والحضن والاهتمام بتحسس الأشياء والأسطح، وتحمل الألم أو عكسه، والاهتمام بشم الأشياء، وتناول السوائل فقط، أو أطعمة محددة وحب الدوران واللف حول جسمه.

وتطرق الأستاذ المخرق إلى أسباب الإصابة بالتوحد وهي عوامل جينية إذ أظهرت نتائج بعض الدراسات ارتباط الإعاقة الغامضة بالوراثة، وشذوذ الكروموسومات، وعوامل بيولوجية والتي تنحصر في الأسباب التي تؤدي للإصابة في الدماغ قبل الولادة أو أثنائها، ونعني إصابة الأم ببعض الأمراض المعدية أو التعرض لنزيف حاد، أو تناول بعض العقاقير الطبية خلال الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، أو التعرض أثناء الولادة لبعض المشكلات مثل نقص الأوكسجين، أو عوامل متعلقة بالجهاز العصبي حيث أوضحت بعض الدراسات ارتباطات الإعاقة الغامضة بالكهرباء الزائدة في المخ وموجات مضطربة في رسم الدماغ والأشعة المقطعية ونوبات الصرع وفشل في التجنب المخي والاستجابة السمعية المستثارة من فرع المخيخ لدى الأطفال، وتم إيضاح هذه السلوكيات بصور توضيحية.

وأضاف المحاضر إلى أن الطرق العلاجية والإرشادية المستخدمة وتنقسم إلى عدة برامج وهي برامج العلاج بالتخاطب ويهدف إلى تحقيق النمو اللغوي، والقدرة على التواصل، وبرنامج العلاج النفسي والتربوي ويهدف إلى مواجهة ضعف الانتباه، والقصور في الذاكرة، والقصور في الإدراك والتخيل والتقليد، وبرنامج العلاج النفسي السلوكي ويهدف إلى مواجهة الآثار النفسية والسلوكية المترتبة على نواحي العجز والقصور لدى الطفل التوحدي وتنمية المهارات المتخلفة لديه، وبرنامج المساندة الأسرية ويهدف إلى تعليم وتدريب أفراد الأسرة للمشاركة في العملية العلاجية للطفل التوحدي.

ووصف المحاضر اضطراب التوحد بالتحدي والغموض، نظرًا إلى أنه لم تتوصل البحوث العلمية إلى نتائج حاسمة حول السبب المباشر له أو طرق مباشرة لعلاجه بطريقة قطعية حيث لم يمض على اكتشاف المرض فترة طويلة.

وشدد المحاضر على دور الأسرة في تطور مهارات الطفل التوحدي، وعلى تذليل الصعوبات التي تحول دون ذلك مثل ضعف المعرفة بالمرض والجهل بطرق التعامل الصحيح معه.

ودق الأستاذ المخرق ناقوس الخطر عن معاناة الأطفال المصابين بالتوحد وأسرهم، وأنه أسرع إعاقة منتشرة في العالم تتجاوز نسب الإصابة بالسرطان أو الايدز، مع شح مراكز التشخيص والتأهيل فضلاً عن العلاج والمتابعة وتفاقم الحالات المصابة بسبب عدم التشخيص المبكر، وندرة برامج التدريب والتأهيل بالإضافة إلى التكلفة العالية لرعاية الطفل التوحدي البالغة 40 ألف ريال سنويًا، ثم تطرق لبعض الجهود الأهلية حيث افتتحت جمعية القطيف الخيرية مركزًا لرعاية أطفال التوحد حيث يستوعب حاليًا ثلاثين طفلاً وهم في ازدياد.

قد توالت المداخلات من الأستاذ عبدا لواحد المسلم، والسيد محمد الدعلوج عضو مجلس المنطقة الشرقية، والشيخ حسن الصفار، والأستاذ زكي أبو السعود، والأستاذ محمد المصلي، والأستاذ عبدا لله الجصاص، والأستاذة فوز المبارك، والأستاذة معصومة أبو السعود، والدكتور عبدا لعزيز الجامع.. وعدد آخر من الحضور والتي أكدت في مجملها على دعم مراكز رعاية اضطرابات التوحد بشتى السبل والعمل على توفير فرص الكشف المبكر والتدريب والرعاية المناسبة لهم ليتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم، ليصبحوا أفراد صالحين في المجتمع.

يذكر بأن الأستاذ / السيد عدنان العوامي عضو مجلس إدارة الجمعية المجتمع دعا إلى مساندة هذه المشروع والصرح الاجتماعي الذي يخدم شريحة مهمة من أبناء المجتمع.