التطوع حياة «تطوعي سر سعادتي»

تشرق الشمس ويشرق معها كل الجمال الملموس للطبيعة وجمال من نوع اخر يبنى بالقلوب والأرواح التي تتطلع لعمل بسيط يهدى للمجتمع بكل رضا وقناعة ويثمر سعادة.. هؤلاء هم المتطوعين رجال ونساء..

كبار بالعمر او اطفال.. متعلم او غير متعلم لا يهم كلا يعطي حسب استطاعته لمجتمعه المدني وبأنفاس ينثرها لتعطر المكان..

«التطوع حياة» بلا شك لمن لامس الروح التي تخدم الأخرين وتساهم في المساعدة عن عشق لذلك العمل وتسعى للثواب والأجر من الله بالرعم من كل المعوقات التي تواجهه خلال المسار التطوعي..

فهو مؤمن اي المتطوع انه لا يوجد اجمل واروع من قيامه بمنح معرفته او مهارته او وقته او موارده الى من يحتاج المساعدة. قيمة انسانية من قيم التضامن الأجتماعي التي حثت عليها كل الأديان وديننا الأسلام بالخصوص..

التطوع هو من صميم البناء المجتمعي في ثقافة العمل التطوعي ويعزز الثقة المتبادلة..

يشجع على المواطنة الصالحة..

ويوفر بيئة يمكن فيها الناس تعلم المسؤوليات المجتمعية والمشاركة المدنية.. التطوع يصنع نغيير في المجتمعات ان كانت غنية او فقيرة لان التطوع شامل بمفهومه الأنساني.. هو جوهر بناء المجتمع ويعزز التضامن الأجتماعي بين افراده غنيهم وفقيرهم..

وفي يوم العالمي او الدولي للتطوع الذي يصادف 5 ديسمبر من كل عام حددتها الأمم المتحدة منذ عام 1985 ميلادي والهدف منه شكر المتطوعين على مجهوداتهم اضافة الى نشر ثقافة التطوع بشكلها الصحيح الأنساني واهمية دور التطوع في رقي الأمم وتنميتها مثل ما نرى ونسمع عن الدول الغربية وكيف كانت لهم السبق في هذا العمل منذ عشرات السنين وبروح الفريق الواحد الذي يعمل لخدمة المجتمع المدني باختلاف اديانهم ولغاتهم وجنسياتهم، ان تقيم في مدينة اجنبية ترى عشرات المؤسسات الغير ربحية ومئات المتطوعين يعملون جنبا الى جنب بروح الفريق الواحد بلا معوقات او مشاكل مع بعضهم البعض يمتلكون رسالة ويؤمنون باهميتها للبناء الذاتي والمجتمعي ويؤمنون ان التطوع سعادة..

للنلقي نظرة على المنظمات الغير ربحية في امريكا.

«Non profit organization» يوجد في امريكا 1، 6 مليون منظمة وفي امريكا يفتح يوميا مؤسستان في كل ولاية وعلى مستوى الولايات الامريكية يفتح 200 جمعية ويوجد برامج بالساعة للأطباء للعمل تطوع في المؤسسات الغير ربحية

عدد المتطوعين في امريكا باحصائية ليست قريبة 109، 4 مليون متطوع

التطوع للمشاريع الخيرية في امريكا يصل الى «135» الف ساعة سنويا

في بريطانيا احصائية عام 2001 اي منذ 13 عام فقط 18، 8 مليون متطوع وبعدها بسنتين وصل عدد المتطوعين الى 20، 3 مليون متطوع بزيادة مليونين

تقريبا. الفرد الكندي يتطوع سنويا 191ساعة وفي ايرلندا يعمل «33%» في العمل التطوعي كوريا الجنوبية 3، 898، 564 شخصا يتبرعوا ب 451، 19 مليون ساعة في الأعمال التطوعية.

جنوب افريقيا نسبة 43% من القوة العاملة في القطاع الغير ربحي.

اذن التطوع حياة وسعادة وهذا ما لمسته من خلال اعمالي التطوعية المتواضعة في عدة مجالات كسب الخبرات والأنخراط مع المجتمع يعزز الثقة للمتطوع والعمل التطوعي يزيد المتطوع جمال فعندما يتطوع الفرد يشعر بالسعادة بتقديمه عمل بلا مقابل وهذا ما اثبته فعليا الكثير من الباحثين في امريكا وغيرها ان للعمل التطوعي الأنساني دور في بث الفرح والرضا عن النفس. واروع خبراتي المتواضعة في العمل التطوعي الأنساني تطوعي مع دائرة الخدمات الطبية بارامكو السعودية بمكتب العلاقات الطبية وعلاقات المرضى منه اكتسبت المزيد من المعرفة وانظمة العمل واعطيت خدمات صحية اجتماعية ونفسية للموظفين واسرهم والتي دامت فترة تطوعي معهم الى ما يقارب 13 عام واكثرمع برنامج التطوع في دائرة الخدمات الطبية والذي يعد من اروع البرامج التطوعية يحفظ للمتطوع حقوقه وواجباته بنظام ينطبق عليه كما ينطبق على الموظف بنظام ساعات معينة يحددها الموظف بنفسه ساعات قليلة جدا وبرضا المتطوع واختياره.

ولي تجارب ولله الحمد كثيرة اضافت لي السعادة والرضا تجارب داخل الوطن وخارجها تشرفت بعملي معهم ولا زلت.

اذن التطوع ميثاق انساني يحتاج الى ثقافة تبنى بالحب مع الجميع وبلا مجاملات او عقبات تواجه المتطوع الذي يتبرع بوقته وجهده وماله لأجل خدمة انسانية وعلى المتطوع ايضا ان يضع نصب عينيه ان عمله التطوعي لله فهو تكليف وليس تشريف وان يسود الأحترام بين الجميع ولان الكثير من المتطوعين الذين قابلتهم واجهوا عقبات اثرت على عملهم التطوعي وعلى ثقافتهم التطوعية تجارب سيئة منها اخفاء دور المتطوعين في المناشط والفعاليات الخيرية المحلية مما يخالف مفهوم وثقافة العمل التطوعي الأنساني ويتم ابراز شخصيات معينة لا غير وتكثر فيها المجاملات بين اشخاص دون غيرهم وهذه تحصل فقط في مجتمعاتنا ومع كثير من انشطتنا التطوعية..

مفهوم التطوع حياة انسانية يجب ان نرى بها الصفاء والشفافية والنقاء لا غير.. وان نتشارك مع المتطوعين الحياة بروح ايجابية مثمرة للعمل نفسه وليس لأشخاص معينيين.. لنتذكر ان التطوع حياة.