بذكرك بمحمول ويرفس!

لاحظ الصيادون بعهد نبي الله يونس رميه كل ظهيرة بعض فتات الخبز عند سقيفة الصيادين المشاهدة للبحر، وذات يوم سألوه عن السبب فقال لهم، أمرني الملاك جبريل أن أرمي الخبز لتسعة أيام ثم سيخبرني بالسبب، بعد انتهاء المدة أخبر النبي الصيادين بالسر! وهو أنه كان يرمي الفتات فتأخذه نملة حتى الشاطئ، ثم تخرج سلحفاة وتلتقطه وتعوم في أعماق البحر، فإذا اقتربت فوق كومة من الصخور ترميها، فسألت جبريل عن الغاية، فقال يوجد بين الصخور سمكة ضريرة لمرض أصابها، وكتب الله لها رزقها أن تعيش تسعة أيام فقط، وفي اليوم العاشر ماتت وتوقفت عن رمي الفتات.

يوجد في حياة بعضنا أشخاص يعيشون معنا، أصحاء البدن والعقل، وعليهم تكليف العمل والمسؤولية، لكن وجودهم بحياتنا «عالة مستدامة» منذ خلقنا معهم، نسعى خلفهم في كل شيء، سواء في رزقهم أو هندامهم أو حياتهم أو حتى في أبسط الأمور، والأوجع والأمر يا ليتهم مثل سمكة يونس بدون عقل أو عيون - أحيانا تجدهم أعقل العقلاء في أمور تخص نزواتهم وسعادتهم فقط! وغالبا بتصرفاتهم الرعناء يتسببون بالضرر لمن حولهم.. وكلما أخذتهم يمينا بالخير والنصيحة والمساعدة أخذوك شمالا بالشر والأذية والمشاكل، فنظل نسير خلفهم لإصلاح كبواتهم، ويمن عليك «إنك ملزم بمساعدته».

روائي وباحث اجتماعي