هل مازالت الواسطة بالتوظيف؟

كوني أحد أبناء هذا البلد الكريم، سأتكلم بأريحية ومصداقية وبدون مجاملات، والرسالة موجهة لكل مَنْ بيده صنع القرار في التوظيف والتعيين، سواء بالوظائف الحكومية أو بالمؤسسات الأهلية، ومن منطلق الحرص على وطني والمسؤولية الملقاة على عاتق كل مَنْ يغار على أبناء جلدته.

حكومتنا الرشيدة بقيادة والدنا خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين - حفظهما الله -، غرسوا فينا الثقة وعلمونا الصراحة والشفافية في الطرح والتعبير وإيصال كلمة «الباب المفتوح»، ونصحونا بأن نكون حريصين على مقدرات مملكتنا الغالية، وأهم ثروة في الوطن هو المواطن، وتلبية حاجاته، ومنها الوظائف، ولم تقصر حكومتنا في مسيرتها التنموية بسعودة الوظائف، ووضع الأنظمة والقوانين، التي تحدد أطر توظيف الكوادر الوطنية، ومن هذا المنطلق أحب أن أسأل وأذكر كل من بيده تركيب هيكل الموارد البشرية للمنشأة: هل تأخذ بعين الاعتبار توظيف السعودي المؤهل مكان الأجنبي؟ هل مصطلح «الواسطة» لا يوجد في قاموس توظيفك؟ وهل تخلو المقابلة الشخصية من التلميحات المذهبية والقبلية والمناطقية؟

نحن أبناء اليوم.. شعب واحد وشركاء بهذا الوطن تحت قيادة حكيمة أدامها الله.. والحمد لله مازال مشروع دحض الفساد يأتي أوكله، ونتمنى أن ينال السعودي المؤهل والكفء مكان الأجنبي، ونتمنى أيضاً من هيئة مكافحة الفساد مراقبة آلية التوظيف بالمؤسسات الحكومية والشركات، بخلق فريق «جودة التوظيف والسعودة»، وأن تقوم بزيارات تدقيق مقننة لتلك الشركات والترقيات إن أمكن، وياحبذا منح شهادات لجودة التوظيف، ومعاقبة كل مَنْ يستغل التوظيف لجر مصلحة خاصة، ولا يختلف معي أحد أن الفساد طال بعض الوظائف بالماضي - خلف الكواليس -، وحان الآن بدء صفحة جديدة «الكادر المناسب بالمكان المناسب».

 

روائي وباحث اجتماعي